قام عديدٌ من سيدات الأعمال في منطقة عسير بتدريب الفتيات من اليتيمات أو من ذوات الاحتياجات الخاصّة، على أعمال التجميل والتصوير وبعض الحرف المهنية، وذلك في خطوةٍ تفاعليةٍ منهن مع المجتمع. وتقول مديرة مركز أكاسيا مول دانة الأحمري: "إن المول تلقى عديداً من دعوات سيدات الأعمال لتقديم الدعم لليتيمات ولذوات الاحتياجات الخاصّة ولطالبات الوظائف، وقامت سيدة الأعمال ليلي القحطاني في مبادرةٍ منها بتزويج فتاتيْن يتيمتيْن على نفقتها الخاصّة بالتنسيق مع المول، واعتبرت الأحمري هذه المبادرة خطوةً مميزةً على طريق تفاعل سيدات المجتمع في منطقة عسير مع معطيات الوضع وتفهمهن احتياجات المجتمع". وأضافت الأحمري أن هناك خططاً للتواصل مع سيدات الأعمال لدعم أصحاب الاحتياجات الخاصّة والأيتام والأسر المنتجة، من خلال تنفيذ لقاءاتٍ لسيدات الأعمال بتبنٍ من أكاسيا مول، والذي قدّم عديداً من الأعمال الخيرية، ومنها محو الأمية وتعليم القراءة والكتابة لكبيرات السن وتحفيظ القرآن الكريم، وتقديم موائد إفطارٍ ودروسٍ فقهيةٍ ودينية، حيث إن المول حرص من بداية انطلاقته على توظيف أكثر من 300 فتاة سعودية في مختلف المجالات والتخصّصات، كما يتم تقديم عديدٍ من البرامج التدريبية للشابات في مجالات تخدم سوق العمل". وأشارت الأحمري إلى أنه توجد خططٌ مستقبلية لتقديم برامج وورش عمل في الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي واستضافة معارض تتبنى إبداعات شابات منطقة عسير، وطالبت رجال الأعمال في المنطقة بتقديم الدعم الاجتماعي للمرأة من خلال إيجاد مشاريع للتوظيف أو تقديم التبرعات أو تنفيذ البرامج التي تدعم المرأة في منطقة عسير والتي تتطلع للنمو الاقتصادي والاجتماعي وإثبات وجودها في المنطقة مما يتطلب الدعم من الجهات كافة، ومنها الغرفة التجارية ولجنة شباب وشابات الأعمال وجمعية الجنوب والقطاعات المعنية لتفعيل هذا التعاون وإيجاد برامج لدعم شابات عسير. وتضيف سيدة الأعمال فاطمة الفلقي، أنها قدّمت دوراتٍ تدريبية لليتيمات من جمعية آباء ومن جمعياتٍ خيرية على المكياج والتسريحات والاهتمام برفع معنويات الفتيات وتدريبهن على التعامل وتغيير تفكيرهن تجاه الحياة. وأشارت إلى أن أقل ما يمكن أن تقدمه سيدة الأعمال هو تقديم برامج تدريبية أو دعم مادي بمشاريع وقالت: "إنني أؤيد أيَّ تعاونٍ من قِبل سيدات الأعمال سواء بالدعم المادي أو التدريب ولا نقصد بالحديث في هذا الأمر التباهي، وإنما نطالب بأن يكون هناك هذا التوجّه وأن تكون هناك مشاعر من قِبل سيدات الأعمال لدعم المجتمع مادياً ومعنوياً". من جهتها، أكّدت رئيسة لجنة سيدات الأعمال ب "غرفة أبها" هيفاء حموض، أن عضوات اللجنة لم يتوانين عن دعم المجتمع عن طريق تقديم المقترحات كافة والتي لم تقف عند حدود التنظير وإنما العمل الفعلي في تقديم مبالغ والمساهمة في تنظيم بازارات تستفيد منها الأسر المنتجة. وقالت هيفاء حموض إن الدور الاجتماعي لسيدات الأعمال ولرجال الأعمال، على حد سواء، هو جانبٌ إنساني يتطلب تفاعلهم مع هموم المجتمع ويمكن لسيدة الأعمال أن تدعم بعديدٍ من السبل مثل التدريب أو التسويق أو الوساطة أو أن تكون وسيطاً وأن يكون لها دورٌ في الترويج ومساعدة بعض المبتدئات، وخاصة أن سيدة الأعمال تكون قد حصلت على ثقة المجتمع في رؤيتها الاقتصادية. وأضافت حموض أن سير القطاعيْن الحكومي والخاص يجب أن يكون متوازياً لخدمة المجتمع بالتواصل الإنساني ويمكن لسيدة الأعمال أن تقدم الدعم الكبير ولا يشترط أن يكون مادياً وإنما من خلال أدواتها وخبرتها وتجاربها في دعم مسيرة الشابات في التوظيف أو فتح فرص العمل أو التدريب المجاني. وقالت إن هذه المبادرات هي نماذج يجب أن تتم الاستفادة منها في دعم المرأة في المنطقة بالتدريب والتوظيف وفتح المجالات أمامها لتحقيق ذاتها بما يتطلب أن تستشعر سيدة الأعمال دورها في تنمية مجتمعها إنسانياً واجتماعيا واقتصاديا بما يشعرها أيضاً بدورها وأهميته في خدمة مجتمعها داعية سيدات الأعمال إلى الاستفادة من الأفكار والمقترحات كافة لخدمة المجتمع.