أكدت أسرة الشاب أحمد بن عايض المالكي مقتلَه في سوريا، في مواجهات بين جبهة النصرة وبين جيش النظام السوري، وقالت أسرة القتيل إنها علمت بالخبر بعد اتصالهم على رقم كان يهاتفهم منه بين الفترة والأخرى، حيث تم الرد عليهم وإبلاغهم بخبر مقتله قبل ثلاثة أيام تقريباً في مدينة الطبقة شمال سوريا. وكان أحمد المالكي (24 عاماً) قد سافر إلى سوريا قبل ثلاثة أشهر ونصف في أواخر شهر ذي القعدة الماضي، ودخل إلى سوريا عن طريق أنطاكيا التركية من منفذ باب الهوى الحدودي الذي لم يعد للجيش النظامي سيطرة عليه، وكان مع سعوديين اثنين آخرين. وتحدّث عم القتيل أحمد المالكي، وقال: "أحمد من أهالي مدينة جدة، ويدرس في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وبقي له فصل دراسي واحد على التخرج، وكان يطمح للدراسة في المعهد العالي للقضاء بعد تخرجه". وأضاف: "كان يحضر لدروس ومجالس عدد من الشيوخ والدعاة، وكنت إذا أعطيته مبلغاً من المال بحكم أنه طالب جامعي يقوّم بها نفسه يرفض أن يأخذه، وإذا أخذه يعود إليّ ويبلغني أنه تصدق به، وكان داعية بين الشباب من زملائه وينصحهم ويوزع الأشرطة الإسلامية".
وكشف المالكي تفاصيل سفر ابن أخيه إلى سوريا، وقال: "سافر أواخر شهر ذي القعدة دون سابق علم من أسرته، حيث فوجئنا باتصال منه بعد وصوله إلى سوريا يبلغنا بإيقافه لسيارته في المطار، وطلب منا أن نذهب لنأخذها، وأن نبلغ والديه بالخبر دون أن نفجعهما". وذكر عم القتيل: "كان حديث الجامعة هو عن ما يمر به أهل سوريا ونساؤها وأطفالها من قتل وتعذيب على يد النظام السوري، وذهبوا لنصرتهم حيث انضموا إلى جبهة النصرة لأهل الشام أو مع أحرار الشام، ولا نتوقع أنه كان مع الجيش الحرّ". وعن طريقة معرفة مقتله قالت أسرة المالكي إنه كان يتواصل مع أهله أحياناً بين الفترة والأخرى، لكنه تأخر عليهم بالاتصال فبادروا هم بالاتصال وسألوا عنه فأجيبوا بأنه "استشهد قبل ثلاثة أيام تقريباً، وتم دفن جثته في مقبرة الشهداء، بعد ذلك أعلنت الأسرة وفاته وبدأت باستقبال المعزين فيه. وتحدث عايض المالكي والد أحمد، وقال: "كانت علاقة أحمد بالجميع جيّدة، وكان مطيعاً لنا ويتحسس متطلباتي أنا ووالدته، ويحاول أن يوفرها لنا، وكان يذكّرنا بالله ويحثنا على العبادة والخير، ولم نعلم بأنه ذاهب إلى سوريا، وكان آخر لقائنا به في رمضان، وقضى عيد الفطر الماضي معنا".