بعد ارتكابه أكثر من 150 حادث سرقة، وإشعال النار في عدد من المنازل، قرر التوبة وإقامة حد السرقة على نفسه بنفسه؛ فتسلل إلى شريط السكة الحديد، ووضع يديه أسفل عجلات القطار التي بترتهما؛ ليشتهر بين أهالي مدينة طنطا وقراها باسم «علي التائب». وفي مقابلة مع صحيفة "اليوم السابع" في قرية «ميت حبيش قبلي»بطنطا، شمال مصر، بدأ علي خليل (25 عاماً) حديثه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". وأضاف بأنه بدأ مزاولة نشاطه الإجرامي وهو في الصف الأول الابتدائي بسرقة «السندوتشات» من زملائه، ومع تقدمه في المراحل التعليمية أصبح يسرق الأموال، ثم المحال التجارية بقريته، وبمرور الوقت تمددت خريطة إجرامه لتشمل القرى المجاورة، حتى أصبح اسم «علي خليل» محفوراً في قاموس الإجرام ومعروفاً لضباط مديرية أمن الغربية كافة.
وأوضح «علي» أن نظرة الناس إليه كانت تمزق قلبه ألماً، وعندما تقدم للزواج من أكثر من فتاة قوبل بالرفض؛ لسوء سلوكه وكسبه الحرام، واحترافه الإجرام، رغم أن من بين أقاربه أساتذة جامعيين وآخرين شرفاء. مشيراً إلى أن «الكوابيس» وخشيته من العقاب الإلهي كانتا تطاردانه، فيما عزف أصدقاؤه وجيرانه عن الجلوس معه بناء على تعليمات أسرهم.
وقال «التائب» إنه جلس يوماً بالقرب من محطة السكة الحديد، وظل يبكي حتى الساعة الرابعة فَجراً على ما اقترفت يداه في حق نفسه وأهله وجيرانه، وتذكر كيف كان يسرق «لقمة العيش» من الغلابة، وفكر في مصيره لو مات الآن، وفجأة اختمرت في ذهنه إقامة حد السرقة على نفسه لتطهير نفسه ولقاء ربه تائباً.
وتابع علي: نظرت إلى قضبان السكة الحديد، ثم إلى المزلقان، فوجدته مغلقاً؛ ما يوحي بأن قطاراً قادماً؛ فقررت وضع يدي أسفل عجلاته، ونفذت.
وأكد «علي» أنه غير نادم، وأن ضميره «مستريح»، مشيراً إلى أن «لقمة العيش» الحلال، ولو كانت بسيطة، أفضل من أفخم المأكولات الحرام. مضيفاً: قطعت يدي؛ لأنهما سرقتا أموالاً قليلة، وليت رموز النظام السابق والمفسدين الذين سرقوا الملايين ونهبوا الشعب يقلدونني. لافتاً إلى أن أهالي القرية باتوا يساعدونه مالياً، كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف له معاشاً شهرياً قيمته 240 جنيهاً.
من جانبها قالت والدة «التائب» إن لديه 3 أشقاء، ووالده يعمل مؤذناً، وكان كثيراً ما يعنفه على جرائمه دون جدوى "وبعد أن طبق الحد على نفسه أصبحت فخورة به؛ حيث إنه كان لنا بمنزلة وصمة عار، وتخلصنا منها بعدما طهر نفسه".
وأفاد «أحمد علي»، شاهد عيان، يسكن بالقرب من محطة السكة الحديد "في يوم الحادث سُمع صوت القطار يمر، وبعدها بدقائق سُمع صوت صراخ، وعندما استطلع الأمر وجدت علي وقد بترت كفاه بفعل عجلات القطار؛ فنقلته بمساعدة آخرين إلى المستشفى". فيما أكد «محمد السيد»، خفير بالقرية، إصابة الأهالي بصدمة بعد سماعهم الخبر، ورغم أفعال «علي» الشيطانية حزنوا عليه كثيراً.
وكان المقدم سامي الرويني، رئيس مباحث مركز طنطا، قد تلقى إشارة من المستشفى باستقباله شاباً مبتور الكفين، وحالته سيئة، وبالانتقال والتحري تبين له أنه وضع يديه أسفل عجلات القطار لإقامة حد الله على نفسه بعد ارتكابه العديد من السرقات.