أمر المستشار المصري أسامة عبد الجواد- رئيس نيابة شمال أسيوط، أمس، بعد تحقيقات موسعة، حبس عامل المزلقان (سيد عبده رضوان) وسائق القطار (يوسف بشري يونان) ومساعده (سيد عبد الفتاح أحمد)، والتحفظ على مسؤول البلكات لمنطقة منفلوط (حسين حسن). كما أمر باستدعاء رئيس منطقة السكة الحديد لمحافظات الصعيد المصرية، وتحريات المباحث الجنائية وانتداب المعمل الجنائي لإثبات اقتحام سائق الأتوبيس لبوابة المزلقان من عدمه، وانتداب معمل الأدلة الجنائية لأخذ البصمة الوراثية للجثتين المجهولتين، ورصد سمة إشارات لعامل البلوك قبل دخول القطار منطقة الخطر أمام المزلقان. وكان فريق من نيابة شمال أسيوط انتقل إلى مكان حادث القطار عند مزلقان قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط؛ لمعاينة مكان الحادث وإجراء معاينة تصويرية للحادث، والاستماع إلى عدد من شهود العيان الذين كانوا متواجدين أثناء وقوع الحادث. حيث كشفت التحقيقات وشهود العيان، أنه أثناء مرور القطار رقم (165 اكسبريس) من أسيوط في الاتجاه إلى القاهرة، اصطدم بالأتوبيس القادم من قرية (المندرة والحواتكة والجاولي) والذي كان يستقله أكثر من 65 طالب وطالبة من تلاميذ معهد نور الإسلام الأزهري، الكائن بقرية بني عديات؛ مما تسبب في مقتل 52 طالب وطالبة وإصابة 16 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى أسيوط الجامعي، من بينهم 7 حالاتهم خطيرة. وأكد شهود العيان، أمام النيابة العامة، تعطل جهاز الإنذار الخاص بالمزلقان منذ وقت كبير، وأن عامل المزلقان كان غير متواجدًا بالمكان المخصص له وترك المزلقان مفتوحًا؛ مما تسبب في وقوع الحادث. وفي نفس السياق، قامت أجهزة الأمن بنقل عامل المزلقان وسائق القطار ومساعده إلى سجن مركز أسيوط بدلاً من مركز شرطة منفلوط؛ خوفًا من بطش الأهالي، وفرضت حراسات أمنية مشدده عليهم. من ناحية أخرى، وصل إلى محافظة أسيوط أعضاء لجنة تقصي حقائق من مجلس الشورى برئاسة رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشورى، وبالتنسيق مع اللواء أبو القاسم أبو ضيف- مدير أمن أسيوط؛ لإعداد تقرير حول ملابسات وقوع الحادث. وفي السياق ذاته، قرر الدكتور يحيى كشك- محافظ أسيوط، تشكيل لجنة فنية ضمت عددًا من أساتذة كلية الهندسة بجامعة أسيوط وفنيين من هيئة السكة الحديد برئاسة المهندس جمال آدم- سكرتير عام المحافظة؛ لإعداد تقرير فني خلال 24 ساعة بعد وقوع الحادث. من ناحية أخرى، قال مصدر مسؤول بمنطقة وسط الصعيد للسكك الحديدية، إن تقرير يثبت أن 60 مزلقانًا من بينهم مزلقان قرية المندرة وأكثر من 70 رصيف محطة تحتاج إلى إعادة بناء وترميمات، وأنها سيئة وتعرض حياة المارة من المواطنين وركاب القطارات للخطر، نتيجة تعطل البوابات وأجراس الإنذار وأضاف المصدر –الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن القرار تم إعداده قبل الثورة ورفعه إلى رئيس هيئة السكك الحديدية ووزير النقل، إلا أنه لم يستجب أحد لمتابعة المزلقانات وخطوط السكة الحديد. من جانبه، قام اللواء أبو القاسم أبو ضيف- مدير أمن أسيوط، يرافقه عدد من القيادات الأمنية وضباط المباحث ومأموري الأقسام، بتقديم العزاء لأسر الضحايا بقرية المندرة والحواتكة والجاولي. وقال مدير أمن أسيوط، إن اللواء أحمد جمال- وزير الداخلية، كلفني بإرسال ضابط شرطة مندوب عن الوزير لتقديم العزاء باسم وزير الداخلية إلى جميع أسر المتوفين، وتكليف ضباط مباحث المركز بالتنسيق مع إدارة العلاقات الإنسانية وإعداد بحث اجتماعي عن حالة أسر كل ضحية على حده، وتقديمه وإرساله إلى وزارة الداخلية لتقديم الرعاية والمساعدة إلى أسرهم.