كانت فرسان هي المحطة السياحية الثانية على جدول الزيارات التي تنظمها جامعة جازان لوفود الجامعات الخليجية؛ لوضعهم في صورة ما تكتنزه منطقة جازان من تنوع المشاهد السياحية وروعة الأرض والإنسان فيها. وانطلقت الوفود من مقر السكن في فندق الحياة مستقلين العبّارة التي راحت تمخر عباب البحر متوجهةً نحو فرسان في عمق البحر الأحمر، وفور وصولهم كان في استقبالهم الأديب والمؤرخ إبراهيم مفتاح الذي اصطحبهم في جولةٍ على أنحاء جزيرة فرسان، شملت قرية القصار وجنابة وخليج الحصيص وشاطئ الحديقتين وغيرها من معالم فرسان وآثارها الشاهدة على تاريخها الموغل في القِدم. وبيّن مفتاح للوفود الزائرة أهمية فرسان التاريخية، وأنها كانت مستقراً للكثير من الحضارات القديمة؛ كالحضارة الرومانية التي تركت بعض الآثار في هذه الجزيرة، مطلعاً الوفود على بعض تلك الآثار والبيوت التاريخية، شارحاً لهم طريقة سكان الجزيرة في بناء منازلهم ودكاكينهم، وأماكن تجمُّع شعرائها ومثقفيها. وانطلق الوفد الزائر في فلوكات مجهزة لهم لاكتشاف الجزر الصغيرة المحيطة بالجزيرة الأم، وجابوا سواحل فرسان معجبين بجمالها الأخاذ، مندهشين من روعة مناظرها التي تخلب الألباب، مرددين الأغاني الجنوبية والساحلية والأناشيد الكشفية. وبعد هذه الجولة السياحية عادوا إلى جزيرة فرسان ليتناولوا طعام الغداء في منتجع كورال، وبعدها استقلوا العبّارة مرة أخرى عائدين إلى مقر سكنهم في مدينة جيزان يتداولون فيما بينهم أحاديث الإعجاب بروعة الجزيرة، واستحقاقها لأن تكون على رأس قائمة السياحة في هذه المنطقة الرائعة، ومحطة مهمة للسائحين؛ لما تمثله من أهميةٍ كبيرةٍ تاريخياً وسياحياً. وشكر الوفد لأهالي فرسان هذا الاستقبال الرائع، والحفاوة بمَن يأتي إليهم، ممتنين لجامعة جازان هذه الضيافة الكريمة، مبدين عزمهم على العودة قريبا إلى ربوع جازان مع أهاليهم وأصدقائهم لقضاء أمتع الأوقات.