قال محققون في مجال حقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة اليوم الخميس إن مقاتلين من أنحاء العالم تسللوا إلى سوريا للمشاركة في حرب أهلية قسمت البلاد على أسس طائفية. وذكر المحققون في تقريرهم بشأن ما توصلوا إليه بعد أحدث المقابلات التي أجروها في المنطقة أن أغلب "المقاتلين الأجانب" الذين تسللوا إلى سوريا للانضمام لمجموعات المعارضين أو القتال بشكل مستقل في صفهم من السنة من دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقالت كارين أبو زيد عضو فريق التحقيق في مؤتمر صحفي في بروكسل: إن المقاتلين "يأتون من جميع الأنحاء.. من أوروبا وأمريكا ومن الدول المجاورة بوجه خاص". وأضافت أنه جرى تسجيل أسماء من 29 دولة حتى الآن.
وقال فريق المحققين المستقلين الذي يقوده الخبير البرازيلي باولو بينيرو في أحدث تقرير له مكون من عشر صفحات: "فيما تقترب المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة من نهاية عامها الثاني باتت طبيعة الصراع طائفية بشكل صريح".
وأضاف أنه نتيجة لذلك يسعى عدد متزايد من المدنيين لتسليح أنفسهم في الصراع المستمر منذ 21 شهراً.
وقالت كارين أبو زيد: "ما وجدناه في الأشهر القليلة الماضية هو أن الأقليات التي حاولت أن تبقى بمنأى عن الصراع بدأت في التسلح لحماية نفسها".
وقال التقرير إن القوات الحكومية السورية زادت عمليات القصف الجوي بما في ذلك قصف المستشفيات وإن هناك أدلة تشير إلى أن هذه الهجمات "غير متناسبة" مع طبيعة الأهداف التي تتعرض للقصف.
وذكر التقرير أن طبيعة الأعمال القتالية من الجانبين تمثل "انتهاكاً متزايداً للقانون الدولي".
وأضاف: "لشعورها بالتهديد وتعرضها للهجوم تزايد انضمام جماعات الأقلية العرقية والدينية لطرفي الصراع مما يعمق الانقسامات الطائفية".
ويغطي تقرير الأممالمتحدة الفترة بين 28 سبتمبر و16 ديسمبر وسيكون جزءاً من وثيقة نهائية ستعد في مارس.
وقال التقرير إن جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية أكدت أن أعضاء منها في سوريا وأنهم يقاتلون لصالح الرئيس بشار الأسد.
ونفى حزب الله في وقت سابق إرسال أعضاء للقتال إلى جانب القوات الحكومية السورية.
لكن حزب الله نظم قبل نحو شهرين سلسلة جنازات لمقاتلين قال إنهم قتلوا أثناء أداء مهام "جهادية" ولمح حسن نصر الله زعيم الجماعة إلى أنهم كانوا يقاتلون في مناطق على طول الحدود اللبنانية السورية غير المحددة بشكل دقيق.
وأشار تقرير الأممالمتحدة أيضاً إلى تقارير تفيد بأن شيعة عراقيين جاءوا للقتال في سوريا وقال إن إيران أكدت في سبتمبر أن أفراداً من الحرس الثوري الإيراني موجودون في سوريا لتقديم المساعدة. ونفت طهران المشاركة عسكرياً في سوريا.