وسط أجواء سياسية محتدمة تصاعدت حدة الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن ومحتجين وسط القاهرة وفي محافظة الإسماعيلية التي شهدت مولد حركة الإخوان المسلمين التي تحكم مصر الآن. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الاشتباكات أسفرت حتى الآن عن سقوط مائة وثمانية عشر مصاباً بحسب الإحصائية الرسمية، وإن كان الناشطون يقولون إن عدد الجرحى تجاوز المئات. وعلى وقع الاشتباكات اجتمع الرئيس المصري، العائد من الشرقية بعد تلقيه التعازي في وفاة شقيقته، مع رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والعدل. وأوضح بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن الاجتماع يأتي للاطلاع على "مستجدات المشهد الداخلي". وتحشد حركات سياسية لمظاهرات جديدة يوم الجمعة للتنديد بالاشتباكات، مستثمرة مشاعر الغضب التي أعقبت مقتل خمسين طفلاً كانوا في طريقهم للمدرسة جنوب مصر. وامتدت الاشتباكات إلى مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس حيث أسفرت عن إصابة اثني عشر شخصاً. وأوضحت أميرة محمدين الصحفية المصرية المقيمة في محافظة الإسماعيلية ل "بي بي سي" أن قوات الأمن أرسلت مدرعات لحماية مقري الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ذراعها السياسي، وذلك بعد أن تجمع متظاهرون ينتمون لحركات كفاية والسادس من إبريل و "ألتراس إسماعيلاوي" في مسيرة انطلقت من الميدان الرئيسي للتنديد بأحداث وسط القاهرة. وقالت: "قوات الأمن المركزي كانت تحاول الفصل بين المتظاهرين ومجموعات من شباب الإخوان جاءوا للذود عن المقر الذي شهد ميلاد جماعة الإخوان المسلمين في عشرينيات القرن الماضي". ووقعت اشتباكات بين الجانبين استخدمت فيها العصي الغليظة والزجاجات الفارغة والحجارة. واستطردت: "لما نجحت قوات الأمن في الفصل بين الجانبين توجه بعضهم إلى مقر حزب الحرية والعدالة الواقع في مكان آخر ما أدى إلى تجدد الاشتباكات". وقالت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" إن الإصابات بعضها خطير، وتنوعت بين الجروح القطعية والكدمات القوية والارتجاجات. ومن بين المصابين مساعد مدير أمن المحافظة ومأمور قسم ثان. وأصدر إخوان الإسماعيلية بياناً ندد بالأحداث وقال إن ما جرى "يختلف عن التظاهر السلمي حيث امتد إلى التعدي باللفظ والقول والفعل باستخدام وسائل هجومية مثل المقاريط والأسلحة النارية والبيضاء".