توجت المنظمة العالمية للتعاون العلمي "WOSCO" يوم أمس رسمياً البروفسور السعودي عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر بأعلى جوائزها "الميدالية الذهبية لخدمة العلوم للعام 2012م" والتي حصل عليها قبل أيام من المنظمة. كما حصل البروفسور العبد القادر على دبلوم شرفي من المنظمة والعضوية الدائمة فيها وقام ممثل المنظمة العالمية الشن خليلوف بتتويج الدكتور العبد القادر بها أثناء افتتاح المؤتمر العالمي الرابع لعلوم طب القلب المتقدمة.
وقال المشرف العام على المؤتمر الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن جلوي آل سعود إن تطوير البحث العلمي أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لحكومتنا الرشيدة للنهوض بهذا القطاع المهم والحيوي.
وأضاف "من هنا يأتي أهمية مؤتمركم هذا بمحاوره العديدة وأهدافه الفريدة وأبحاثه الجديدة، ليكون خطوة مهمة على طريق النهوض بالبحث العلمي بالقطاع الصحي عموماً، وفي علم طب القلب خصوصاً, مفيداً بأن الملايين حول العالم وفي المنطقة يترقبون المؤتمر ليخرج بتوصيات ونتائج من شأنها بث الأمل في قلوب أصابها الوهن وأعياها المرض.
من جهة أخرى أوضح رئيس المؤتمر الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر أن المؤتمر العالمي الرابع لعلوم طب القلب المتقدمة يعد الأكبر والأهم في سلسلة مؤتمرات ملك الأعضاء التي استضافتها الأحساء على مدار الأعوام الماضية, مبيّناً أن ما يميز المؤتمر عن باقي مؤتمرات علوم القلب التقليدية ليس فقط استقطابه لعددٍ كبيرٍ من العلماء من مختلف دول العالم، بل بتوفيره أرقى درجات الفكر البشري في منظومة علمية متكاملة تحت مظلة المؤتمر.
وبيّن الدكتور العبد القادر أنه من المرتقب خلال المؤتمر الكشف عن أبحاث جديدة وابتكارات فريدة تمثل خطوات حقيقية إلى الأمام على طريق تطوير علوم طب القلب على مستوى العالم, مشيراً إلى أنه سيعلن عن تسخير علوم المؤتمر للاستخدام الإكلينيكي عن طريق عددٍ من ورش العمل والتدريب لمجموعة من النخب السعودية، وذلك عبر جلسات علمية راقية لتدريب القلب لأفضل أداء فكري ومردود صحي وهي المرة الأولى التي تعقد فيها مثل هذه التدريبات خارج مجتمع النخب الأمريكية.
وأوضح أنه سيعلن بالمؤتمر عن آلية جديدة لتخفيض الضغط من غير أدوية والكثير من بشائر الخير للمرضى وذويهم في العالم أجمع، مفيداً بأن تمثّل الأمراض القلبية الوعائية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية، أهم الأمراض الفتاكة في العالم، إذ تحصد أرواح 17.3 مليون نسمة كل عام.
وأشار الدكتور العبد الله إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة الوفيات في المملكة بنسبة 42 %، وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2011م، وعلاج تلك الأمراض ومضاعفاتها يستقطع نسبة كبيرة من ميزانية وزارة الصحة، مبيّناً أن لها تبعات سلبية اقتصادية واجتماعية وصحية ونفسية.
وألقى مدير الشؤون الصحية بالأحساء الدكتور عبدالمحسن الملحم كلمة بالنيابة عن الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء ألقاها بحضور المؤتمر والمشاركين من جميع أنحاء العالم وتمنى لهم التوفيق في هذا المؤتمر.
وشكر مدير مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء الدكتور عبدالله غباشي ورئيس المؤتمر الرابع البروفسور عبدالله العبد القادر.
وتضمن المؤتمر جلسات للبروفسور كلاود روبرت كلوننج تحدث خلالها عن الحمية الغذائية وأثرها على أمراض القلب, وبيّن البروفسور خلال الجلسات أن العديد من الدراسات التي تمت بالسنوات الأخيرة ودراسات أخرى حديثة أثبتت أن القلب عضو واعٍ ويُطلق مجالاً مغناطيسياً كهربائياً يُؤثر بمن حوله.
وأوضح أن الإنسان الذي يتناول غذاءً صحياً يؤثر على مستواه الصحي والنفسي والذكاء، وهذا ما أثبتته دراسات على شرائح متنوعة من المجتمعات الأوروبية، وبجانب آخر أكد أنه في المقابل في المجتمعات الدينية وُجد أن الممارسات الدينية كالصلاة والتعبد وغيرها، لها الأثر ذاته في رفع مستوى الصحة النفسية والذهنية للإنسان.
من ناحية أخرى أكدت البروفسورة فيرا مونيكا أن الكثير من الأمراض تعود أسبابها إلى التوتر العصبي والضيق النفسي, مبيّنة أنه تم إجراء عدة تجارب علاجية نفسية أثبتت نجاحها من خلال تخفيف حالة التوتر العصبي والضيق النفسي الذي أدى بالمقابل إلى انخفاض معظم الأعراض المرضية بما يتعلق بأمراض القلب.
يُشار إلى أن المؤتمر بدأت فعالياته يوم أمس بالأحساء وينظمه مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب تحت رعاية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية.
ودشّن المؤتمر مدير الشؤون الصحية بالأحساء عبدالمحسن بن ناصر الملحم نيابةً عن الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء, وذلك بحضور الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن جلوي المشرف العام على المؤتمر, وحشدٍ كبيرٍ من علماء العالم من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وأذربيجان وروسيا واليابان.