نقل موقع "بوابة الأهرام"، اليوم الأحد، عن مصدر إخواني رفيع، أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، حددت موقفها من الهجوم الإسرائيلي على غزة، رافضة دخول مصر أو جرها إلى حرب مع إسرائيل، وأيضا رفض دعم حماس بالأسلحة أو حتى غض الطرف عن دخول أسلحة إلى قطاع غزة. ونقل الموقع عن المصدر الإخواني رفيع المستوى، أن عدداً من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، عقدوا اجتماعاً طارئاً ومغلقًا، مساء الجمعة، بالمقر العام للجماعة في منطقة المقطم، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشهد الاجتماع استقطاباً بين الحاضرين حول كيفية التعامل مع الأزمة. وأضاف الموقع حسبما أفاد المصدر الإخواني ، أنه طرح على مائدة الحوار وجهتا نظر، الأولى طالبت بأن يغض النظام المصري الطرف عن عمليات إدخال السلاح لقطاع غزة ودعم فصائل المقاومة بالمال والسلاح وهو الأمر الذي لقي معارضة شديدة من المهندس خيرت الشاطر، الرجل الحديدي بالجماعة. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الشاطر قال للحاضرين، إن غض النظام الطرف عن إدخال السلاح للقطاع لا يمكن إخفاؤه وسيتسبّب للرئاسة في إحراجٍ شديدٍ أمام المجتمع الدولي خصوصاً الولاياتالمتحدة التي تمارس مصر عليها ضغوطًاً لإجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها على القطاع. وأضاف الشاطر أن موقف الرئاسة بسحب السفير المصري من إسرائيل، يعتبر أفضل موقف اتخذته دولة عربية وإسلامية وجعل المواطنين المصريين يفتخرون ببلادهم في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن دخول مصر في حرب مع إسرائيل هو أمر مرفوض في الشارع. ولفت الشاطر إلى أن دعم مصر لفصائل المقاومة بالسلاح قد يؤدي إلى اشتعال حرب بين مصر وإسرائيل، موضحاً أن الأجهزة المعاونة للدكتور محمد مرسي ترفض خوض مصر أي معارك في الوقت الراهن، وذلك لكون الجيش المصري غير مستعد بالدرجة الكافية لهذه الحرب بسبب انخراطه على مدى العامين الماضيين في معالجة الأوضاع الأمنية المتردية عقب ثورة "25 يناير". وأوضح أن إسرائيل إذا لم تستغل أي تهور من القاهرة بدعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح في توريط مصر في حرب، فإنها ستعمد عقب انتهاء حملتها العسكرية على زعزعة الأمن في سيناء، خاصة أن الوضع الأمني في سيناء غير مسيطر عليه. وشدّد الشاطر - بحسب المصدر الإخواني - على أن الوضع الاقتصادي لا يسمح لمصر بالدخول في حرب، مؤكداً أن تأثير أي حرب إقليمية تكون مصر طرفاً فيها ستكون نتائجه سيئة على الأوضاع الاقتصادية لمصر وعلى المستقبل السياسي للجماعة على المديين القريب والبعيد. وحسب "بوابة الأهرام"، فإنه كان من بين المشاركين في الاجتماع الدكتور عصام الحداد، عضو مكتب إرشاد الجماعة ومساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية، حيث أكد الحداد أن الرئاسة تعمل من كثب لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة. وكشف الحداد للحاضرين أن الرئاسة على تواصل مع الولاياتالمتحدة وأن ضغوط الرئاسة على واشنطن وإسرائيل حجّمت من توسع إسرائيل في العملية العسكرية حتى الآن، موضحاً أن ضغوط القاهرة على واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية أجبرت إسرائيل على جعل العمليات العسكرية الإسرائيلية موجهة بشكلٍ كبير ضد عناصر المقاومة وعدم استهداف المدنيين. وانتهى الاجتماع الذي شارك فيه عددٌ من قيادات الجماعة وحزب الحرية والعدالة بالاتفاق على ترك الرئاسة تتصرف وفقاً للمعطيات التي تتغيّر على الأرض ووفقاً للنصائح والتقارير المرفوعة للرئاسة من الأجهزة المعاونة، والاكتفاء بالعمل على دعم قطاع غزة بما يحتاج إليه من مستلزمات الحياة من وقودٍ وغذاءٍ وغيرها.