في اكبر اختبار للعلاقات بينهما بعد سقوط مبارك اعلن مجلس الوزراء المصري في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت سحب السفير المصري لدى اسرائيل وذلك في اعقاب مقتل ثلاثة من أفراد الامن المصريين بسيناء خلال هجوم إسرائيلي على الحدود استهدف فلسطينيين. وقال مجلس الوزراء المصري في بيان على صفحته الرسمية ان اللجنة الوزارية الطارئة المكلفة بحث تداعيات الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود المصرية-الإسرائيلية قررت "ولحين موافاتنا بنتائج تحقيقات السلطات الإسرائيلية وإعتذار قادتاها عن تصريحاتهم المتعجلة والمؤسفة تجاه مصر سيتم سحب السفير المصري من إسرائيل." واضاف المجلس ان مصر "تستنكر كذلك التصريحات غير المسؤولة والمتسرعة لبعض القيادات في إسرائيل الأمر الذي يفتقر للحكمة والتروي قبل إصدار أحكام واستباق معرفة حقيقة ما حدث لاسيما فيما يتعلق بالعلاقات المصرية-الإسرائيلية وحساسيتها." وكانت القاهرة قدمت امس الجمعة احتجاجا رسميا لإسرائيل بعد ذلك الحادث كما حاول مئات المتظاهرين الوصول إلى سفارة إسرائيل الموجودة في أكثر من طابق علوي في مبنى سكني يطل على النيل. ويمثل هجوم الخميس اكبر اختبار للعلاقات بين إسرائيل ومصر في اعقاب الثورة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك ودعمت قوى معادية لإسرائيل. وعبرت إسرائيل عن قلقها ازاء الأمن في شبه جزيرة سيناء. وتظاهر عشرات المصريين أمام المبنى الذي يضم السفارة الإسرائيلية في القاهرة عقب صلاة الجمعة منددين بالهجوم الإسرائيلي على الحدود المصرية لكن مئات تجمعوا في المساء أمام المبنى وحطموا حواجز حديدية في محاولة لدخول المبنى والوصول إلى السفارة الإسرائيلية. وتشارك قوات من الجيش في تأمين المبنى الشاهق. وندد عمرو موسى وحمدين صباحي المرشحان لخوض انتخابات الرئاسة في مصر بمقتل ثلاثة من أفراد الأمن المصريين. وقال موسى في تصريحات على موقعه على الانترنت "دماء الشهداء التي سالت اثناء اداء واجبهم المقدس لن تضيع هدرا ويجب أن تعي إسرائيل وغيرها ان اليوم الذي يقتل فيه ابناؤنا بلا رد فعل مناسب وقوي قد ولى إلى غير رجعة. " وطالب صباحي أيضا برد رادع. وقالت إسرائيل إن المسلحين جاءوا من قطاع غزة الذي تديره حركة حماس عبر منطقة سيناء المصرية. وشنت إسرائيل هجمات في غزة اسفرت عن مقتل عدة نشطاء فلسطينيين وآخرين مدنيين. لكن محافظ جنوبسيناء خالد فودة رفض تصريحات الحكومة الإسرائيلية بأن الحكام الجدد في مصر لا يفعلون ما فيه الكفاية لمنع الفلسطينيين. وقال ان مصر ترفض مثل هذه التصريحات وانها كثفت الدوريات الامنية ونقاط التفتيش في سيناء. وتنفذ القوات المصرية عملية ضد متشددين في سيناء. وذكرت مصادر أمنية ان شرطيا مصريا قتل في اشتباكات مع متشددين مسلحين في منطقة الكونتيلا قرب الحدود الإسرائيلية في وسط سيناء الجمعة. واصيب شرطيان اخران في اشتباكات عنيفة في المنطقة التي تشن فيها قوات الأمن المصرية عملية لملاحقة متشددين كانوا وراء سلسلة من الهجمات التي وقعت في الاونة الأخيرة على منشآت مصرية وخط انابيب يستخدم لتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن. وقال مسؤولون إن مصر كثفت اجراءاتها الأمنية في سيناء ونشرت المزيد من القوات فيها. وأغلقت مصر ايضا معبر العوجة الحدودي مع إسرائيل لأجل غير مسمى. يذكر أن مصر غالباً ما كانت تكتفي بالتهديد بسحب سفيرها من اسرائيل، بعد ضغوط من أطراف مختلفة في مصر على الحزب الحاكم، إلاّ أنه غالباً ما كان يتم إحتواء مثل هذه الأزمات، عبر إجراءات بسيطة، بانتظار مرور "العاصفة"، كحرب غزة أو الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006، أو ما حدث بعد عرض الفيلم الوثائقي الاسرائيلي «روح شيكد» (عام 2007) الذي يكشف تورط بن اليعيزر في جريمة قتل 250 اسيراً مصرياً وفلسطينياً في منطقة العريش (سيناء) بعد أسرهم ونزع سلاحهم غداة انتهاء حرب 1967.