قالت مصادر سياسية إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك طلب اليوم الجمعة موافقة الحكومة على تعبئة زهاء 75 ألفاً من قوات الاحتياط للحملة الإسرائيلية على غزة، في مؤشر على الاستعدادات لهجوم بري محتمل. وتابعت المصادر التي تحدثت بعد إطلاق صواريخ فلسطينية على القدس وتل أبيب أن أمين عام مجلس الوزراء اتصل هاتفياً بالوزراء للحصول على موافقتهم على الاستدعاء.
واحتشدت دبابات وقوات إسرائيلية خارج غزة، وقال الجيش إنه استدعى 16 ألفاً من جنود الاحتياط، وهي دلائل على غزو وشيك محتمل للقطاع بعد غارات جوية على مدى 48 ساعة.
ورفض الجيش إعطاء تفاصيل بشأن مكان انتشار قوات الاحتياط، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن من بينهم أفراداً من وحدات الجبهة الداخلية التي تطلق صفارات الإنذار أثناء الهجمات الصاروخية من غزة وتقدم التوجيهات للعامة بشأن الملاجئ.
وجنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم اليوم من بين 30 ألف فرد إجمالاً سمحت وزارة الدفاع بتجنيدهم.
ودفع نطاق التعبئة المحتملة معلقاً في إذاعة الجيش الإسرائيلي للقول مازحاً على الهواء إن هذا العدد الكبير من القوات يواجهون خطر "الوقوع فوق بعضهم" في غزة.
وسئل سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء في حديث للإذاعة عما إذا كانت إسرائيل تجهز الجيش لاحتمال اشتعال جبهات أخرى مثل لبنان الذي تراقبه إسرائيل بقلق بسبب الصراع في سوريا والمخاوف بشأن الطموحات النووية لإيران الداعمة لحزب الله. وقال شالوم "نضع كل شيء في الحسبان".
ويقول قادة عسكريون قدامى إن نحو 30 ألف جندي إجمالاً شاركوا في حرب لبنان 2006 و20 ألفاً في غزو غزة في 2009. وعدد القوات المتمركزة دائماً حول غزة من أسرار الدولة.
ولم يكن الحشد سرياً وبدا أن التفاصيل التي نشرها الجيش الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحذير صريح لنشطاء حماس للسعي من أجل الهدنة.
وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس "لا ننوي خوض حرب ونأمل ألا تستغرق هذه العملية ولو دقيقة واحدة بعد الوقت اللازم".
ومن بين الوحدات المتمركزة بالفعل خارج غزة كتيبة المظلات التي قال قائدها الكولونيل عامير بارام الشهر الماضي إنه درس في أساليب التخطيط والمناوشات التي دارت خلال الحرب العالمية الأولى في غزة بين القوات البريطانية والأتراك العثمانيين.
وقال وزير الدفاع إيهود باراك للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي إنه إذا صدرت أوامر لقواته بالدخول "فستحتاج للتحرك من بيت إلى بيت وسنحتاج عندئذ إلى دروس الماضي".
ومن بين تلك الدروس أن سكان غزة الفقراء البالغ عددهم نحو 1.7 مليون نسمة معرضون لأزمة إنسانية وهو ما يمكن أن يثير جدلاً دولياً بالنسبة لإسرائيل.
ومنذ حرب غزة الماضية في 2008-2009 يقول الجيش إنه ألحق ببعض أفواجه "ضباط إغاثة" يجيدون العربية لتوجيه المدنيين الفلسطينيين للابتعاد عن الخطر.
وقياساً على وتيرة الهجمات السابقة في لبنان وغزة فقد تحتاج إسرائيل لعدة أيام إضافية لتدريب وتسليح جنود الاحتياط للمشاركة في العمليات.