من المقرر أن تبدأ في وقتٍ لاحقٍ، اليوم، في العاصمة الليبية طرابلس، محاكمة البغدادي المحمودي، آخر رئيس وزراء في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي. وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كان المحمودي قد فرّ إلى تونس المجاورة في سبتمبر من العام الماضي، بعد فترةٍ قصيرةٍ من سيطرة الثوار الليبيين على العاصمة، ليضعوا بذلك بصورة فعلية نهاية لحكم القذافي الذي امتد لأكثر من أربعة عقود. ورحّلت السلطات التونسية المحمودي، الذي ظل مخلصاً للعقيد القذافي حتى النهاية، إلى ليبيا في يونيو / حزيران الماضي، بالرغم من تحذيرات منظمات حقوق الإنسان من إمكانية تعرّضه للتعذيب أو مواجهة عقوبة الإعدام. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم النائب العام الليبي طه بعرة، قوله إن البغدادي سيمثل أمام المحكمة الإثنين، مضيفاً أنه يواجه تهماً "بارتكاب أعمالٍ تضرُّ بأمن الدولة". وأكّد المحمودي في يوليو الماضي براءته من التهم الموجهة إليه من داخل زنزانته في طرابلس. وذكر حينها للصحفيين خلال زيارة للسجن نظّمتها السلطات في محاولةٍ على ما يبدو لتبديد الشائعات حول تعرُّضه للتعذيب "إنني بريء.. إنني على استعدادٍ للمحاكمة من قِبل الشعب الليبي، إنني واثقٌ من نفسي وبراءتي". وكان المحمودي وهو طبيبٌ ممارسٌ قد شغل منصب رئيس الوزراء في عهد القذافي من عام 2006 وحتى الأيام الأخيرة من حكم الزعيم الراحل. وتقدّم باستئنافٍ ضد قرار ترحيله من تونس بداعي أنه طلب الحصول على وضع لاجئ، وأنه قد يواجه حكم الإعدام إذا أُعيد إلى ليبيا. وتريد السلطات الليبية محاكمته في ليبيا، لكن المحكمة الجنائية الدولية ترغب في أن يواجه العدالة في لاهاي.