يعيش المواطن حسن أحمد العسيري "أبو سعود" حياة مأساوية، تخالطها الهموم والأكدار، بعد أن عرف إصابته بمرض غريب ونادر على مستوى العالم، هو "صعوبة شرب الماء والسوائل"؛ فكيف بإنسان يعيش منذ ما يقارب خمس سنوات دون شرب الماء سوى احتسائه باللسان؛ بسبب ذلك المرض النادر، وهو صعوبة البلع، خاصة للسوائل؟ وقال "أبو سعود": "بدأت قصتي منذ خمس سنوات عند اكتشاف مرضي النادر، وعرفت فيما بعد أنني رابع شخص على مستوى العالم يُصاب بهذا النوع من المرض، وهو صعوبة شرب الماء والسوائل". وأوضح: "بدأت معاناتي الحقيقية بعد ذلك في رحلة البحث عن العلاج، الذي أصبح هاجسي، وتزداد مأساتي في صعوبة العلاج وتكاليفه الباهظة، التي تحملتها، وسعيت للحصول عليها أملاً بالشفاء". وتابع "أبو سعود": "خسرتُ في سبيل ذلك ما يقارب سبعمائة وأربعين ألف ريال، وفقدتُ وظيفتي؛ حيث كنت أعمل مديراً لشركة عقارية، وقد فُصلت من العمل؛ بسبب كثرة غيابي في رحلة علاجي، وكثرة العمليات التي أجريتها، وسفري لدول عدة؛ فكل ذلك كان كفيلاً بحرماني من مصدر رزقي وعائلتي". وأضاف: "سعيتُ للعلاج، وأجريت عمليات جراحية عدة، وجربت العلاج الشعبي، وعانيت، وعشت أعاصير تلك العمليات وآلامها وعواصف حياتي المعيشية بفقدان عملي وجميع مدخراتي المادية". وأكمل "أبو سعود": "زادت حالتي سوءاً بعد دخولي في حالة نفسية سيئة، ومراجعتي أطباء نفسيين، وذهابي لمشايخ عدة أملاً بأن أجد ضالتي في رحلة البحث عن العلاج". واستدرك: "لكن كل تلك الخسائر الجسدية والمادية، وتلك المحاولات للبحث عن الراحة والاستقرار الأسري، ذهبت أدراج الرياح، بل دخلت في دوامة جديدة، هي تقديم طلب للعلاج على حساب الدولة خارج السعودية". وأوضح: "قمتُ بإرسال برقيات عدة إلى للجهات العليا بطلب الموافقة على العلاج في الخارج، وفي كل مرة يفيدونني بأنه تم تحويل طلبي إلى وزارة الصحة، التي أرهقتني كثرة مراجعاتي لها للحصول على رد لطلبي". وأردف: "حتى هذا اليوم لم أجد سوى ردٍّ بأن المعاملة وصلتنا، وتم الرد عليها ، وأُعيدت إلى وزارة الصحة، وإلى هذا اليوم لم أستفد من البرقيات إلا الخسائر المادية". وقال: "أصبحتُ الآن مطالَباً من أصحاب الدَّين بأكثر من مائة وسبعين ألف ريال؛ حيث يوجد عليّ أقساط والتزامات مالية، لم أستطع الوفاء بها، بل الأكثر إيلاماً من ذلك أنه ليس لدي الآن أي دخل مادي". وأضاف: "لا أستطيع تلبية احتياجات عائلتي المعيشية الضرورية، وأدخلت أفراد أسرتي معي في حالة نفسية صعبة، بمعايشتهم ما فيه والدهم، وحرمانهم كثيراً من الأشياء التي كانت لديهم، وأوجاعي تزداد كل يوم، والحمد لله على كل حال". وختم بالقول: "كل ما أرجوه هو أن أحصل على اهتمام والتفاتة من أصحاب القلوب الرحيمة؛ لإيصال معاناتي والحالة التي وصلتُ إليها".