أكّد الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة المفتوحة، أن ما حققته الجامعة خلال مدةٍ وجيزةٍ ما كان له أن يتم لولا توفيق الله، ثم النيّات الطيبة التي تبعها عملٌ مخلصٌ، معرباً عن الشكر والتقدير للدعم الذي لاقته الجامعة من مصر ومسئوليها واهتمامهم الجاد. وبيّن الأمير طلال بن عبد العزيز، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمير تركي بن طلال رئيس الهيئة الاستشارية لمباني الجامعة العربية المفتوحة، في افتتاح المقر الجديد لفرع الجامعة العربية المفتوحة في مصر، مساء أمس، أن الافتتاح يتزامن مع ما تشهده مصر من حراكٍ تاريخي يقوده شعب مصر الذي يرقب التطورات وينتظر بأمل عريض قطف ثمرات نهضته من رخاء اقتصادي وأمن اجتماعي وتعليم نوعي يضع مصر في ركاب العصر. وقال سموه إن العالم شهد ثورات علمية وثقافية وتكنولوجية متلاحقة تفجرت في النصف الثاني من القرن العشرين ودخلت على أثرها الدول المواكبة لتلك التحولات العميقة الألفية الثالثة متقدمة في عصر يُقاس فيه تقدم الأمم وثرواتها بما تمتلكه من تعليم جامعي رفيع كماً وكيفاً. وشدّد سمو رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، على أن كل مَن شارك في مشروع الجامعة العربية المفتوحة بفكره أو جهده أو ماله يحق له أن يملأه الفخر لأنه ساهم في تبني شيوع التعليم العالي وجعله في متناول الجميع، خاصة محدودي الدخل بالاستفادة من جديد العصر وإمكاناته التقنية اللامتناهية. ولفت الأمير طلال بن عبد العزيز إلى المؤشرات التي تؤكد أن الجامعة ماضية في إثبات جدواها، ومخرجاتها تعكس نوعية التعليم المتميز الذي تقدمه، معرباً عن التطلع والأمل في أن تنتشر هذه الجامعة في أرجاء الوطن العربي ملبية الاختصاصات المطلوبة لسوق العمل. من جانبه، أعرب رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير التعليم العالي الدكتور مصطفى مسعد، عن خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، لما يبديه من اهتمامٍ ورعايةٍ بكافة القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضايا العملية والثقافية، ولصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة، على ما قدّمه من دعمٍ ومساندةٍ لهذا الصرح التعليمي العربي الكبير متمنيا للمملكة مزيداً من التقدم والازدهار. وعبّر عن تطلعه بأن يمثل افتتاح المقر الدائم لفرع الجامعة بمصر انطلاقة جديدة للفرع نحو آفاق أرحب من الجودة والتميز، وأن يكون إضافة حقيقية لمنظومة التعليم العالي المصرية والعربية توفر للطلاب مزيداً من فرص التعليم والتدريب المتميز. وقال إن مصر تابعت بمزيد من الاهتمام مسيرة الجامعة العربية المفتوحة منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت واقعاً ملموساً بجهود الأمير طلال بن عبد العزيز، مؤكداً أن نظرة مصر كانت ومازالت نظرة رعاية واهتمام ودعم كامل لهذا المشروع المهم إيماناً بأن التعاون العربي في المجالات المختلفة هو أمر حيوي للوصول إلى تكامل عربي مهم يعود بالخير والرخاء على الشعوب العربية جمعاء، مشيراً إلى أن منظومة التعليم التي تقدمها وتقوم عليها فلسفة الجامعة العربية المفتوحة تماثل الأهداف والرسالة ذاتها التي تتوخاها منظومة التعليم العالي المصرية وهو ما يجعل مصر أكثر إصراراً على تقديم كل دعم ورعاية لهذه المنظمة العربية الفتية. بدوره أكّد مدير فرع القاهرة للجامعة العربية المفتوحة الدكتور عبد العزيز خميس، أن فرع الجامعة بمصر، الذي تم افتتاحه السبت، ليس مجرد مبنى وإنما يمثل احتضان الباحثين عن المعرفة في أعلى مستوياتها وفي تخصصات الأمة العربية في أمس الحاجة إليها. وقدّم خالص الشكر والتقدير للأمير طلال بن عبد العزيز لإطلاقه هذه المبادرة التي جعلت من الحلم حقيقة وأثمرت كياناً اسمه الجامعة العربية المفتوحة بفروعها المتعددة القائمة والمزمع إنشاؤها مستقبلاً. وأكد الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، أن توالي مسيرة الجامعة بافتتاح فروع لها في الدول العربية يعكس إصرار القائمين على هذا العمل النبيل على إنجاح مبادرة الجامعة ودعم الأهداف التي أًنشئت من أجلها. وقال: "إن التمويل هو أحد البنود المصرح بها في النظام الأساسي للجامعة حيث تقبل الهبات والتبرعات إلى جانب الرسوم الجامعية التي يتم الحصول عليها من الطلاب"، مشيراً إلى أن هذه المصادر محصورة في مجموعة من الشخصيات ساهمت في تكوين بنيتها التحتية، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة، والأمير الوليد بن طلال، ومجموعة من رجال الأعمال السعوديين والعرب. وأوضح الأمير تركي بن طلال أن هناك بروتوكولاً للتعاون بين الجامعة العربية المفتوحة وشركة أرامكو السعودية لتشغيل عدد من خريجي الجامعة بها مما يعكس قناعة الشركة العالمية بجدوى الدراسة بالجامعة ومخرجاتها، معربا عن أمله في أن تحقق الجامعة العربية المفتوحة تطلعات الشباب العربي في التآلف والتآخي التعليمي. وكان الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز - نيابة عن الأمير طلال بن عبد العزيز - ووزير التعليم العالي المصري الدكتور مصطفى مسعد ممثلاً لدولة رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل، افتتحا فرع الجامعة العربية المفتوحة بمصر المقام بمدينة الشروق. وحضر الحفل الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز رئيس الهيئة الاستشارية لمباني الجامعة العربية المفتوحة، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان ورئيس الجامعة العربية المفتوحة الدكتور موسى محسن، ومدير فرع الجامعة بالقاهرة الدكتور عبد العزيز خميس، وعدد من أعضاء مجلس الأمناء ورجال الفكر والثقافة والإعلام، ومديرو الجامعات وأساتذتها في مصر والدول العربية. وتم خلال حفل الافتتاح تكريم مديرَي فرع الجامعة السابقيْن بمصر وهما: الدكتور حسنين ربيع، والدكتور عبد العزيز مخيمر، إضافة إلى عددٍ ممن شاركوا في تأسيس وإنشاء فرع الجامعة العربية المفتوحة في مصر والجهات الداعمة بالتمويل والرعاية لمشروع المقر الدائم للجامعة بمصر. ويأتي هذا الاحتفال الذي يُقام تحت شعار "المعرفة .. وطن بلا حدود" متزامناً مع فرحة الجامعة باكتمال العقد الأول من مسيرتها والتي بدأت قبل عشر سنوات على يد مؤسسها الأمير طلال بن عبد العزيز، ومسايراً للنهضة العلمية والمعمارية التي تشهدها الجامعة العربية المفتوحة الممتدة في سبع دول عربية حيث تم من قبل افتتاح المقر الجديد للجامعة بالأردن ومنذ أسبوعين تم افتتاح المقر الرئيس بالكويت، والعمل جارٍ على قدم وساق لاستكمال بقية المباني في كل من البحرين والرياض ولبنان ولفتح فروع جديدة بكل من السودان واليمن وفلسطين والمغرب مع تطوير برامجها الدراسية ضمن خطتها الاستراتيجية الثالثة ورؤاها المستقبلية.