"هذا سعودي.. هذه سعودية".. عبارة يتحدث بها كل من يشاهد السعودي السائح في أي مكان بالعالم، سواء في المنطقة العربية، أو بشرق آسيا، أو حتى بأوروبا، وذلك عندما يراه مرتدياً الثوب والشماغ، ليبدأ بعدها نسج خيوط الاحتواء أو محاولات التعرف على هذا الصيد الثمين، أو نسج أساطير النصب والاحتيال، وربما بدأ هجوماً للشحاذة منه. ويسيل لعاب المواطنين في هذا البلد أو ذلك عندما يشاهدون السعودي بشماغه وثوبه ومعه أسرته وأطفاله، فتصبح الفريسة أكبر، ويصعد الخيال لعنان السماء، متوهمين أن السعودي يعد كنزاً يسير على الأرض، ولابد من استغلاله على أفضل وجه. وتبدأ الطرق والحيل والتقرب والقصص والأعمال للحصول على ثقة السعودي، ويبدأ الحديث بالثناء على السعودية وأهلها؛ استعطافاً واستدراراً للثقة، يليه الحديث في الأعمال والقدرات الخارقة التي يمتلكها المتحدث أمام السعودي في كل المجالات، ولو سألته عن الفضاء يرد عليك بقدراته في الانطلاق إلى الفضاء بلا سفينة. وعلى العكس تماماً إذا ارتدى السائح السعودي ملابس عادية فيما يسميها الشباب "الكاجوال" يحيّر هذا اللباس المتربصين والشحاذين وأصحاب الهامات العليا في النصب والاحتيال، فلا يعرفون من هذا الشخص إلا بلهجته أو اللكنة التي يتحدث بها؛ لذلك يحاولون التحدث معك لفهم لهجتك قبل التعامل. وهكذا يحتم الزي الرسمي على السعودي السائح بالخارج تعاملات وتحفظات كثيرة يجب الانتباه إليها، وقد تسبب الزي في الكثير من الحوادث الرهيبة للسعوديين في دول العالم، وأكثرها وأشدها هي حوادث النصب والاحتيال وفقدان الأموال الطائلة، من جراء التعامل مع أشخاص غير ذي ثقة، والذين أغراهم الزي السعودي الرسمي بانتهاك الأخلاق والأعراف. وكما يقول أحد الشباب السعودي: "نحن نتسبب في كل هذا. نبدأ نرتدي الزي، ونتفاخر به أمام الجميع، ومن هنا يسيل اللعاب للانقضاض علينا، واستغلالنا، وحتى الأسعار عندما يرانا موظفو وعمال المحلات في مكان بالعالم يضاعفون الأسعار، ويتجمعون حولنا". وقال شابٌ آخر من الشباب السعودي المسافرين دوماً: "أنا لا ارتدي الزي السعودي في الخارج إلا في أضيق الحدود؛ نظراً لمروري بالكثير من الأزمات من جراء ارتدائه". وقال السيد أكثم الرماني:- لبناني الجنسية-، وهو مدير إحدى الشركات السياحية بالسعودية: "الزي السعودي إغراء وتحفيز للنصب، وكما أن السعوديين يتعرضون للمشاكل فإن بعضهم يستغل هذا الزي أيضاً لاختلاق المشاكل وللتعدي، ولربما للتحايل، فالعملية نسبية".