قدمت صحيفة " هفنتون بوست" نموذجاً فريداً لشاب سعودي يدعى رياض سنيد ( 26 عاماً ) من" الدلم" بمحافظة "الخرج"، مشيرة إلى أن هذا الشاب يقبل على عمل يتأفف غيره عن القيام به، فيؤجرون عمال آسيويين للقيام به، وهو في نفس الوقت يقوم بدراسات عليا بالجامعة، ويسعى للحصول على الشهادة الجامعية وعينيه على درجة الدكتوراه، ويسعى للبناء والرخاء على الأرض. وكان راديو الشباب العالمي قد أجرى المقابلة مع الشاب، فيما قامت الصحيفة الأمريكية بنشر الحوار فئ صدر صفحاتها. وتحت عنوان " في السعودية الصلاة والعمل للرخاء " قالت الصحيفة: في " الدلم " البدوية على مشارف "الخرج" ينتظم المصلون خمس مرات في اليوم لأداء الصلاة، ويزيد العدد مع شهر رمضان المبارك وبين المصلين الشاب السعودي رياض سنيد. وتقول الصحيفة :" ولد رياض سنيد في الدلم ، وينتمي لعائلة تضم عشرة أفراد , وتواجه الأسرة أعباء مالية كبيرة، كما أثرت الأزمة الاقتصادية على معيشة الأسرة، وفى مواجهة هذه الظروف قسم سنيد وقته بين العمل في تشحيم ماكينات الرى والدراسة في الجامعة. يقول سنيد " هل تتخيل تشحيم هذه الماكينات في درجة حرارة 50 درجة مئوية، شئ كالجحيم". واستمر سنيد في هذا العمل طوال السنوات الثلاث الماضية، ويدر عليه دخلاً شهرياً يقدر بحوالي 2500 ريال، تذهب معظمها لوالديه لرعاية الأبناء". تقول الصحيفة " إن سنيد يعد نموذجاً متفرداًً في العمالة السعودية، حيث لا يقبل الشباب السعودي على مثل هذه الأعمال، بل يتم التعاقد مع عمال من جنوب آسيا أو الفلبين للقيام بها", وهذا الأمر تحديداً يمثل مدخلاً للبطالة في المملكة. وعندما يناقش الصحفي السعودي سعيد اليامى بصحيفة " عرب نيوز" لماذا يبقى الشباب السعودي عاطلاً ، يقول " لدينا شباب سعودي يبحث عن العمل الجيد، بينما لا تؤهلهم قدراتهم لهذا العمل الجيد ولا يناسبهم، وللأسف في الحقيقة الأعمال كثيرة لكن الشباب لا يقبل عليها، كان أباؤنا وأجدادنا يعملون بالنظافة والبناء وأعمال أخرى كثيرة يعدها الشباب اليوم غير مناسبة لهم ". تقول الصحيفة : حسب تقرير مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، ووزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية تقدر نسبة البطالة بين الشباب ب 9.8 % ، بينما الإحصائيات غير الرسمية تقول أن النسبة تصل إلى 20 % . يقول سنيد " إن الشباب السعودي لايستطيع العمل كعمال نظافة أو سائقين، فالمجتمع لن يقبلهم، وهذه الطريقة التى ينظر بها مجتمعنا للأسف مخجلة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالعمل لنتعيش به ولا نعتمد على الآخرين، بينما الشباب السعودي يعتمد على والديه حتى عندما يكبر" . ويقول صلاح العنزى مرشد الطلاب بكلية التقنية بالخرج حيث يدرس سنيد " رغم أن التعليم الجامعي مجاني في المملكة، فإن الطلاب الفقراء لا يلتحقون بالجامعة، لأنهم مثلاً لا يملكون ثمن الموصلات التي يذهبون بها إلى الجامعة يومياً ". ويضيف العنزى " إلى جانب حقيقة أخرى وهى أن معظم الطلاب يحصلون على منح شهرية تقدر بحوالي ألف ريال، لكن هذه النقود تستخدم لسداد تكاليف المعيشة الأسرية، فمعظم الطلاب لا يظنون ان التعليم هو الطريق للحصول على العمل. وحسب العنزى " الكثير من الطلاب لا يرغبون بالانتظار ثلاث أو خمس سنوات أخرى للحصول على الشهادة الجامعية أو أي مؤهلات أخرى ويفضلون البطالة والعيش عالة على آبائهم". بينما يقف سنيد على الجانب الآخر من الصور حين يقول " أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك، إنني أبحث عن مستقبل مرموق، وسأظل أعمل وأدرس حتى أحصل على الدكتوراه " وقد حصل سنيد على مؤهله بمتوسط درجات تعادل 4.45 من 5 ، وأمامه عام ونصف ليكمل المرحلة الجامعية. وتضيف الصحيفة " ينوى سنيد أن يكمل تعليمه بالخارج ليحصل على مؤهل في المحاسبة ويقول " عندما أريد شيئاً أسعى له مهما كلفني من وقت وجهد " إن روح رمضان تعطيني القوة لأفعل هذا".