سادت حالة من الفرح أسرة قتيل إماراتي في مدينة العين، أمس، إثر علمهم بنبأ القبض على قاتل والدهم في السعودية، بعد 12 عاماً من "انتظار القصاص". وحسب صحيفة "الإمارات اليوم"، الأربعاء، تمكّن ضباط في شرطة المنطقة الشرقية في السعودية، من حل لغز مقتل المواطن الإماراتي محمد مبارك العامري، الذي لقي مصرعه في منطقة صحراوية في المملكة قبل 12 عاماً، وظلت قضيته غامضة، ومسجلة ضد مجهول حتى مطلع الأسبوع الجاري. ونقلت الصحيفة عن ضباط التحقيق السعودي في القضية بالمملكة، عبر الهاتف إن "القاتل، عراقي، 45 عاماً، أقرّ بإقدامه على قتل المواطن الإماراتي (71 عاماً)، لسرقة سيارتين من طراز (لاند كروزر) عام 2000"، مشيرين إلى أن "القتل تم باستخدام طلقات رشاش آلي، وتُرك المجني عليه ينزف في الصحراء حتى مات، وتم العثور على جثته مصادفةً". ونقلت الصحيفة عن مدير شرطة النعيرية في المنطقة الشرقية بالمملكة، العميد زيد التميمي، إن "رجال السلطات السعودية على الحدود الشمالية للمملكة، تمكنوا قبل أيام من ضبط عراقي (45 عاماً)، حاول الخروج من المملكة متسللاً ليعود إلى بلاده، وبعد التحقيق معه تبين تورُّطه في قضايا جنائية عدة". وأضاف: "اشتبه ضباط في مركز شرطة (قرية العليا) بالمنطقة الشرقية، في أن يكون هذا العراقي وراء قتل المواطن الإماراتي محمد مبارك سنة 1421 هجرية، في صحراء المنطقة"، مشيراً إلى أن "ضباط البحث الجنائي حاصروا المتهم بالأسئلة، حتى أقرّ بارتكابه الجريمة بهدف السرقة". وروى رئيس الضبط الجنائي في شرطة (قرية العليا) بالمملكة، المقدم بندر ماجد الدويش، تفاصيل الحادث، الذي بدأ حين عثر سعوديون على جثة إماراتي في العقد الثامن من عمره ملقاة في منطقة (تحمة) الصحراوية، وهي منطقة تبعد عن العمران نحو 100 كيلو متر. وأضاف: "تبين أن القتيل يُدعى محمد مبارك، وعمره وقت مقتله كان (71 عاماً)، وهو مالك لقطيع من الإبل، يرعاها في هذه المنطقة". وأكمل: "كشفت التحقيقات، التي أُجريت وقت الحادث، أن القتيل كان يقود سيارة (لاند كروزر)، وخلفه شخص (باكستاني) يعمل معه، فخرج عليهما شخصان يحملان سلاحاً آلياً، وتمكنا من تقييد المساعد (الباكستاني) بالحبال وألقوه في الصحراء وسرقا السيارة التي بحوزته"، مضيفاً "حاول المواطن الإماراتي التصدّي لهما، على الرغم من كبر سنه، وأمام مقاومته الشديدة أقدم أحدهما على إطلاق النار عليه فأصابه برصاصات في البطن والقدم، وتركه ينزف في الصحراء حتى لقي مصرعه". وتابع ضابط التحقيق: "ظلت جثة القتيل ملقاة في الصحراء، حتى عثر عليها مارة سعوديون، فأبلغوا الشرطة"، مضيفاً "بعد البحث عثرت الشرطة على إحدى السيارتين وفيها السلاح المستخدم، لكن لم يتم العثور على أي أثر للجناة". وقال الدويش: "ظل ملف القضية مفتوحاً منذ ذلك التاريخ، حتى تم القبض على القاتل ونقلت الصحيفة عن الابن الأكبر للقتيل، مبارك العامري: إن قبيلة العوامر تعمّها سعادة كبرى للقبض على القاتل، وتوافد أبناؤها في مجموعات على منزل أسرة القتيل لتهنئتها، وهي تعيش فرحة أشبه بفرحة "يوم العيد"، مشيراً إلى أن بعض العائلات "نحرت الذبائح ابتهاجاً بالحدث". وأضاف مبارك: "لقد مضت 12 عاماً ونحن في كابوس، نشعر بالألم والحسرة لرحيل والدنا من دون الوصول إلى الجاني"، مشيراً إلى أنه "كان يذهب إلى السعودية أكثر من مرة سنوياً لمتابعة ملف القضية، والاستفسار عن أي مستجدات لدى الشرطة السعودية بشأن الوصول إلى القاتل".