قالت الجمعية الفلكيّة بجدة: إن المراقبين لحركة الكواكب في قبة سماء المملكة سيتمكنون، مساء الجمعة 5 أكتوبر ما قبل منتصف الليل وخلال ساعات فجر يوم السبت، من رصد القمر الأحدب وهو مضاء بنسبة 71 في المائة مقترناً بكوكب المشتري، أمام كوكبة نجوم الثور، ويفصل بين الاثنين درجة سماوية في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة، إضافة إلى أن كوكب المشتري سيظهر "ثابتاً" أمام مجموعه نجوم الثور، ويبدأ بعد ذلك في حركته التراجعية. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة: "ليس المقصود بثبات المشتري أنه سيكون ثابتاً طوال الليل في الموقع نفسه من السماء، ولكن بالنسبة للنجوم المحيطة به إذا ما تم رصده خلال ليالٍ متعاقبة وبشكل طبيعي، يتحرّك المشتري باتجاه الشرق أمام النجوم، كما يشاهد من على الأرض، وكوكب المشتري سيبدو ظاهرياً أنه ثبت أمام النجوم ولم يعد يتحرك لا باتجاه الشرق أو الغرب". وأوضح أن هذه يُطلق عليها نقطة "ثبات" المشتري، وبعد ذلك، سيبدأ المشتري بالحركة باتجاه الغرب، كما يشاهد من على سطح الأرض فقط، وحقيقة الأمر أن المشتري لم يتوقف ولم يعكس حركته فعلاً، فما يرصد هو نوع من الخداع، والذي حيّر القدماء. وبيّن أبو زاهرة أن تفسير ذلك، يعود إلى أن المشتري يدور حول الشمس، ولكن مقارنة بالأرض هو يتحرك ببطء، فمعدل سرعة الأرض هو حوالي 67.000 ميل في الساعة، في حين أن المشتري يتحرك بسرعة أقل من ذلك بحوالي 29.000 ميل في الساعة، ونظراً لسرعة الكرة الأرضية ورحلتها الأقصر أثناء دورانها حول الشمس، لذلك فهي تتجاوز المشتري مرة كل 13 شهراً، وهذا يشبه سيارة سباق سريعة في مسار داخلي تعبر سيارة بطيئة في المسار الخارجي. ولفت أبو زاهرة إلى أن المشتري سيظل يتحرك نحو الغرب حتى 30 يناير 2013 ويمكن ملاحظة الحركة التراجعية لكوكب المشتري خلال أسابيع عدة، حيث تتم ملاحظة موقعه نسبة للنجوم القريبة منه. وقال إنه في 3 ديسمبر المقبل سيكون كوكب المشتري في التقابل، حيث تعبر الأرض بين الشمس والمشتري، وفي هذا التوقيت يقع المشتري بمواجهة الشمس في سماء الأرض. وأردف قائلاً: "لو تم النظر للنظم الشمسي من نقطة بعيدة فسوف يظهر المشتري والأرض والشمس على استقامة واحدة في الفضاء، حيث ستقع الأرض بين الشمس والمشتري، وبسبب أن المشتري في التقابل فهو سيكون في الأفق الشرقي مع غروب الشمس في مطلع ديسمبر، ويرتفع إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل ويغرب من شروق شمس اليوم التالي".