سجَّل صاحب المطبخ، الذي أعدَّ "وليمة الخِطْبة المسممة" بالطائف، التي خلفت 77 حالة تسمم، دوراً شُجاعاً، وذلك بالإخبار عن مطبخه بعدما امتنع المُصابين كافة عن الإفصاح عنه بحكم العلاقة والقرابة بينهم. وكان صاحب المطبخ، قد راجع بنفسه "الطب الوقائي"، والتقى المسؤولين هُناك، مُعرِّفاً بنفسه، ومبدياً استعداده التام للتعاون من أجل الوصول للحقيقة، ومعرفة مصدر التسمم. وقد رحَّب "الطب الوقائي" بموقفه، وانتقل معه للمطبخ، وتم أخذ عينات من مياهه، وكذلك الحال بالنسبة للاستراحة التي شهدت المناسبة، وبانتظار صدور النتائج حيالها. وتشير المعلومات إلى أن هناك بعض الوجبات أحضرها المدعوون معهم، باعتبار أنهم في مناسبة عائلية، وأنهم أبناء عمومة، ومنها "السمبوسة والفطائر والحلويات"، بينما تكفل المطبخ فقط بتجهيز الوليمة المكوَّنة من الأرز واللحم. وقد تواصلت "سبق" مع صاحب المطبخ صالح القرشي، الذي أكد للصحيفة أنه مستعد لتقديم ما يلزم وصولاً لمعرفة الحقيقة، وتحديد مصدر التسمم، وقال: "تأثرت كثيراً من رؤيتي المرضى المُصابين بالتسمم؛ ما دفعني لإعادة فحص عمالة المطبخ، وظهرت النتائج التي تؤكد سلامتهم جميعاً". وأبدى القرشي تعاونه التام مع الجهات المسؤولة لإنهاء هذا الأمر، حتى لو كلفه إغلاق مطبخه، مؤكداً أن هُناك بعض المدعوين لم يتناولوا من طعام الوليمة، واكتفوا فقط بأكل السمبوسة، ومع ذلك أُصيبوا بالتسمم. وكشف القرشي عن أن حضور المناسبة وصل عددهم إلى قرابة 200 شخص، ما بين رجال ونساء، مشيراً إلى أنه سيتم الوصول لمنازل الأُسر التي أحضرت وجبات من منازلهم، وإخضاع خزانات المياه فيها للكشف. كما أكد أنه ستتم مباشرة فريق الطب الوقائي مع طبيب بيطري لبائع أغنام المناسبة، بعد معلومات تُلمح إلى أن التسمم قد يكون نابعاً من اللحم؛ ما يعني أن الأغنام قد تكون مُطعمة ضد بعض الأمراض، وتم ذبحها قبل الموعد الذي كان من المفترض حظر ذبحها فيه، والذي يُقدَّر ب 28 يوماً بعد جرعة التطعيمات. وكان عدد من المرضى المُصابين بالتسمم من المنومين بمستشفيَيْ الملك عبدالعزيز التخصصي والملك فيصل قد غادروا بعد تماثلهم للشفاء اليوم، وذكر أحدهم ل"سبق" أنه دخل مستشفى الملك فيصل صباح الجمعة بعد اشتداد الألم عليه، مُبدياً شكواه لما وقع عند مراجعة بعض الحالات للمستشفى؛ حيث تم الاكتفاء فقط بالكشف المبدئي عليها دون تنويمها، بحجة عدم وجود سرير؛ ما أدى لمعاودة زيارتها المستشفى؛ لأن الأعراض ما زالت باقية، ولم يخضعوا للعناية الطبية اللازمة. يذكر أن وليمة الخِطْبة أُقيمت مساء الجمعة الماضية في استراحة بوادي الضحياء، وخلفت حالات تسمم نتيجة تناول بعض الأطعمة والمشروبات، ولا يزال سبب التسمم مجهولاً حتى الوقت الحالي، فيما تتواصل الجهود لمعرفة الحقيقة.