أمضى الشاب إبراهيم أحمد الفلاحي سنوات حياته العشرين في معاناة غير عادية، امتدت فصولها وتشعبت، ليجد نفسه محروماً من أبسط الحقوق مثل التعليم والعمل والالتحاق ببرنامج "حافز"، وذلك كله بسبب عدم حصوله على بطاقة هوية وطنية، نتيجة خطأ ارتكبه موظف. يقول والده أحمد الفلاحي ل "سبق": إن إبراهيم ولد في 14/ 5/ 1413ه ودوّن تاريخه بمكتب الأحوال المدنية في البرك بتاريخ 14/ 7 / 1415ه عن طريق الخطأ، مبيناً أن لديه ابناً آخر يدعى إدريس، ومدوّن تاريخ ميلاده في 18/ 1/ 1415ه، وهو الأمر الذي أضر بإبراهيم، حيث لم يمنح بطاقة الهوية الوطنية، وترتب على ذلك حرمانه من حقوقه الطبيعية، بل والأكبر من ذلك اضطراره للبقاء في المنزل وعدم السفر مطلقاً لمدن المملكة خوفاً من القبض عليه باعتباره مجهولاً أو مقيماً غير شرعي. وأردف العم الفلاحي قائلاً: "إبراهيم يعاني من مرض الأنيميا المنجلية، وقدرت اللجنة الطبية المشرفة على حالته أن نسبة عجزه تبلغ 100 % ما صعب مهمة التحاقه بوظيفة يؤمن معها مستقبله الذي ما يزال مجهولاً، وقد سدت جميع السبل في وجهه". وناشد والد إبراهيم المسؤولين بوكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية إيجاد حل لمعضلة ابنه، التي أثقلت كاهله، مشيراً إلى أنه يضطر في كل مرة يريد فيها مراجعة مكتب الأحوال المدنية في محايل عسير، لقطع أكثر من 250 كيلومتراً، هي المساحة التي تفصل المكتب عن منزله في مركز سعيدة الصوالحية. وبيّن أن تقدّمه في العمر يصعّب عليه مهمة الذهاب للمراجعة بشكل دائم، خصوصاً أنه لا يتلقى في كل مرة سوى الوعود من قبل الأحوال المدنية بأبها ومحايل عسير. وأكد أن معاملة ابنه باتت أشبه بالكرة يتقاذفها موظفو الأحوال المدنية بالبرك ومحايل عسير دون نتيجة تذكر منذ شهر ربيع الأول لعام 1432ه، مطالباً سمو أمير منطقة عسير بالتدخل العاجل وحل مشكلة ابنه إبراهيم، الذي باتت تشكل له الهوية هاجساً وكابوساً يزعجه حتى في منامه وهو يرى مستقبله يضيع بسبب خطأ ارتكبه أحد الموظفين. يذكر أن رد وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية اللواء عبدالرحمن الفدا، كان ينص على أنه بالرجوع إلى أساس شهادة الميلاد وجد أنه مطابق لما كتب في شهادة التطعيم، وطلب منه مناقشة العم أحمد الفلاحي، مَن من ولديه إبراهيم وإدريس الأكبر، ولماذا استخرج شهادة ميلاد وأضاف الابن الأصغر "إدريس" قبل الأكبر منه إبراهيم. "سبق" هاتفت مدير عام فرع الأحوال المدنية بمنطقة عسير محمد السلمي، الذي اطّلع على أوراق المعاملة، ووعد بحل المشكلة قريباً جداً.