تستعين الجهات الأمنية بشرطة العاصمة المقدسة، ممثلة بفِرق البحث والتحري الجنائي والأدلة الجنائية والبصمات والدوريات الأمنية ولجنة الطب الشرعي بالشؤون الصحية في مكةالمكرمة، صباح اليوم الثلاثاء بطائرة إنقاذ تابعة للدفاع المدني؛ لنقل جثة "المعلِّم المفقود" خالد الحسيني (43 عاماً)، عقب العثور عليها صباح أمس الاثنين في منطقة الفوارة شمال مكة بعد تغيبه ثلاثة أشهر تقريباً. وعلمت "سبق" أن صعوبة الموقع الذي تم العثور فيه على الجثة وسط جبال وصخور شاهقة حالت دون نقلها بشكل مباشر؛ ما يرجَّح الاستعانة بالطيران العمودي صباح اليوم الثلاثاء؛ لنقله لثلاجة الموتى، وإخضاعها للكشف الشرعي. وكانت عمليات البحث والتمشيط للمناطق الجبلية عن المعلِّم المفقود قد بدأت منذ منتصف شهر شعبان الماضي، وأسفرت عن العثور على سيارته في منطقة وعرة، بالقرب من منطقة مدركة، وهي "عطلانة" ومعطوب فيها "مكابح الكلاشتات"؛ ما يُرجَّح أن المعلِّم تركها، وسار على قدميه مسافة كبيرة. وقد بذلت شرطة العاصمة المقدَّسة جهوداً كبيرة في عمليات البحث، وشاركتها فِرق الدفاع المدني، بمتابعة المدير العام للدفاع المدني، ومساندة من فريق الحرس الملكي، يضم 12 طياراً وست طائرات شراعية. وعُثر في حينه على سيارته الجيب في منطقة نائية، تبعد عن منطقة مدركة بنحو 70 كلم شرقاً، كما ترددت أنباء عن مشاهدته من قِبل رعاة في وادي ملح، الذي يبعد عن المنطقة التي وجدوا فيها سيارته بعشرات الكيلومترات، مشيرين إلى أنه كان في حالة إعياء وتعب شديد. وعلمت "سبق" أن الطب الشرعي أثناء الكشف المبدئي على الجثة المتحللة أكد أنها تعرضت لنهش من السباع، التي تُشاهَد عادة بالمنطقة، كما أن الجثة متحللة بعد أن مضى على وفاته نحو شهرين، وتم نقلها لثلاجة الوفيات، وطلب إخضاعها لكشف الطب الشرعي والتشريحي؛ للتأكد من سبب الوفاة ووقت حدوثها. وكان هواة صيد قد عثروا على الجثة في منطقة جبلية بقرية الفوارة التابعة لمركز بني مسعود بطريق مكة - السيل - الجموم "70 كيلومترًا شرق محافظة الجموم" صباح اليوم الاثنين، وهم في رحلة برية؛ فبعد إيقاف سياراتهم في أسفل أحد الأودية، وأثناء سيرهم مسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات، فوجئوا بجثة المعلِّم؛ فاتصلوا بشقيقه الأكبر نظرًا لوجود معرفة سابقة بينهم. وعند حضور شقيق المتوفَّى تم التأكد من شخصيته، ولم يكن هناك أي إصابات بالجثة، سوى نهش بسيط في رجله اليسرى. واتصلوا بالشرطة؛ فانتقل على الفور الرائد عمر الشيخ من ضباط التحقيق بشرطة الجموم والطبيب الشرعي وفِرقة من الأدلة الجنائية لمعاينة الجثة ونقلها؛ لاستكمال إجراءات التحقيق قبل تسليمها لذويه. وتولى مركز شرطة الجموم ملف التحقيق بالقضية منذ حدوثها، في انتظار نتائج تشريح الجثة، والتأكد من سبب الوفاة ومعرفة التفاصيل كافة المتعلقة بالمعلم المفقود، وخصوصاً أن موقع العثور على سيارته يبعد عن موقع العثور على الجثة بنحو70 كيلومتراً، أو تزيد على ذلك.