فداك روحي يا رسول الله "إلا رسول الله" "بأبي وأمي أنت يا رسول الله" عبارات انتشرت في الفترة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كرد فعل انفعالي للفيلم المسيء لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، والذي استفز مشاعر المسلمين في أرجاء العالم انتفض المسلمون يعبرون عن غضبهم ويذودون عن شرف رسول الله، فهو أكمل البشر، وخير ولد آدم، والشفيع يوم الفزع الأكبر، وللأسف الشديد فقد تحول هذا الغضب إلى عنف تمثل في الاعتداء على السفارات واغتيال للسفراء، ولا أحد يعلم ماذا ستسفر عنه موجة الغضب العارمة؟ فهل ما ارتكبه الشباب الغاضب من قتل واعتداء على سفارات يعد نصرة لرسول الله، أم نحن من أسأنا لأنفسنا، وهل قصرنا في التعريف بسيد الخلق ورسول الإنسانية ولماذا لا تنهمر الدموع من المآقي ولا تنطلق الصيحات من الحناجر، إلا عندما يساء لرسولنا الكريم وتأخذنا الحماسة لأيام معدودات، حتى اقتصر دورنا على الدفاع وصرنا جميعاً بحاجة إلى التعريف بسماحة ديننا وإنسانية رسولنا. رسالة تبليغية قال أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور سلمان العودة: لا يمكن أن يُلام المسلم عندما يعبر عن غضبه وسخطه إزاء الفيلم الحقير الذي استفز مشاعر المسلمين، بشرط ألا يتطور ذلك لتدمير وقتل السفراء من الدول الغربية، مؤكداً أن هذا الفعل لا يرضي الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وبيّن أنه ينبغي أن يكون هناك رفض لأي إساءة لكن في حدود منضبطة، حتى لا نساهم بشكلٍ أو بآخر في نجاح الفيلم من وجهة نظر صناعه. طالب المختصون بالتفكير جلياً وبطريقة منظمة واستراتيجية من خلال منتجات ثقافية وأفلام بكل اللغات توضح أخلاق الرسول وتعامله مع العدو والمرأة والوصايا النبوية، كما عبّر عن أسفه في القصور الواضح في الكثير من الدول الإسلامية ووزارات الثقافة والمراكز الإسلامية في العالم، حتى صار الانغماس في القضايا المحلية على حساب الرسالة التبليغية.
وتعجب العودة من قلة عدد الكتب والبحوث التي تتناول سيرة الرسول، ورأى أن الفرصة سانحة الآن في ظل الإعلام المفتوح والفضائيات للتحدث عن الرسول ورسالته المشرقة، ضارباً المثل بالمؤتمرات العالمية والأولمبياد كوسيلة مناسبة جداً للتعريف بالسيرة العطرة لنبي الإنسانية. قانون دولي من جهة أخرى أقام الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته دكتور عادل الشدي العديد من المعارض الدائمة والمتنقلة للتعريف بالرسول، مشيراً إلى ما قامت به الهيئة من إعداد لكتب، قائلاً: لدينا ما يقرب من 93 كتاباً ب 14 لغة وتم توزيع أكثر من 2 مليون نسخة وحصل الكثير منها على جوائز. وتحدث عن برنامج السفراء للتعريف بنبي الرحمة الموجود في أكثر من 28 دولة، يهدف إلى تأهيل وتدريب 500 شخص سنوياً في البلد الغربي نفسه، حيث قمنا بتدريب 2700 شخص حتى الآن على كيفية الإجابة عن التساؤلات المثارة عن الرسول لدى الغرب، وإبراز القيم الأخلاقية والعلاقات الإنسانية في السيرة النبوية ومهارات الحوار والتواصل الإيجابي للسيرة النبوية. وطالب الشدي بوجود قانون دولي يجرّم الإساءة للرسول الكريم، للحد من تلك الإساءات التي تؤدي إلى الاضطرابات وإثارة الفتن والإخلال بالأمن، ضارباً المثل بمحرقة اليهود التي يتم تجريم أي شخص يتحدث عنها، واستطاع اليهود إقناع العالم بمظلمتهم، ولم نستطع نحن أن نحافظ على رسولنا ونمنع إهانته. وأفاد بأن وضع المراكز الإسلامية في الخارج جيد إلى حد ما، إلا أن هناك تيارات متطرفة تريد إحداث صدام بين الحضارات، وهذا لن يتوقف إلا بالردع القانوني. جريمة عنصرية فيما عبّر صاحب أكبر كتاب بالعالم عن سيرة الرسول وأول عربي يدخل جينيس دكتور محمد سعيد العولقي عن استيائه الشديد واستنكاره للفيلم الذي أصدره أقباط المهجر ويحمل إساءات بالغة لسيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم، واعتبره جريمة عنصرية، ومحاولة فاشلة لإثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين. وقال: "هذا الفيلم غير مقبول أخلاقياً ودينياً ويمثل خروجاً فادحاً على حرية الرأي والتعبير، وتعدياً صارخاً على المقدسات الدينية للشعوب، وعلى الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتي تؤكد أن حرية التعبير عن الأديان يجب أن تكون مقيدة بضوابط القانون التي تحقق المصالح العامة لحماية الحياة والأخلاق والحقوق والحريات". ونادى العولقي بضرورة القيام بحملة عالمية للتعريف بالرسول، ونشر كتاب هذا محمد، كما كشف ل"سبق "عن تأسيسه هيئة للدفاع عن الرسول من محامين أكفاء لملاحقة كل من تسول له نفسه المساس بأي رمزٍ من رموز الإسلام ومقاضاته حتى يرتدع المسيئون. ورأى أن هناك تقصيراً كبيراً في التعريف بمحمد، حتى صار دورنا الدفاع عن رسولنا بعد كل هجمة تأتي إلينا، وبعدنا عن الدور الرئيسي للرسالة النبوية، ملقياً اللوم على رجال الأعمال وعدم تبنيهم لمشاريع التعريف بمحمد، قائلاً: "نجد رجال الأعمال يبادرون بسرعة للدفع في الحفلات والمناسبات أما المشاريع الاستراتيجية التي تساعد على معرفة الأمة برسول الإنسانية يرجعون للخلف ولا نسمع أصواتهم، ضارباً المثل بمشروع كتاب "هذا محمد" والذي لم يلق أي دعم مادي لنقله وتداوله حول العالم وإنما قام على جهد شخصي، متسائلاً لماذا ننتظر حتى يهجم على الرسول حتى ندافع ولماذا لا نبدأ بعمل دائم للتعريف به". تجسيد قيم الرسول ورأى الإعلامي الشاب محمد يغمور أنه لا يجب التركيز فقط على الحملات المؤقتة عبر تويتر أو الفيس بوك لنصرة رسول الله، بل يجب أن تتجسد قيمة الرسول في كل حياتنا، لافتاً إلى استخدام الغرب سلاح الإعلام لشن حربٍ على المسلمين، واعتبر هذه الحرب الإعلامية صحوة للشباب المسلم، حتى يقترب أكثر من معين السنّة النبوية في شتى مجالات الحياة. وطالب يغمور الشباب المسلم بتوظيف موهبته التقنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كالفيس بوك، وتويتر، ويوتيوب لخدمة رسالة الإسلام، وتجسيد رسالة الرسول، موضحاً إمكانية تجسيد القيم النبوية في صورة رسائل أو أفلام قصيرة عبر اليوتيوب. وكشف ل" سبق" عن رغبته في إنتاج فيلم قصير يتناول حياة الرسول وقيمه الاجتماعية والإنسانية الممتدة عبر الأزمان، ويتم تصويره في المدينةالمنورة، داعياً التجار، والقائمين على الأعمال الفنية لإنتاج فيلم سينمائي ضخم يجسد الجوانب المختلفة لحياة الرسول بأسلوب يتناسب مع العصر حتى تصل الرسالة للعالم.