ما زالت الطفلة "نوف" مقعدة منذ عشرة أشهر، وتنتقل من مستشفى لآخر، وتتنفس عبر جهاز التنفس الصناعي، إلى أن استقر بها الأمر أخيراً بمستشفى القنفذة العام، وهي تعاني شللاً رباعياً مع اكتساح في الرئة، ولا تستطيع التنفس إلا من خلال الجهاز، ما جعلها تعاني ليلاً ونهاراً. والد "نوف" الكبير في السن جال بها معظم المستشفيات بالمملكة بدءاً بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ثم مستشفى الباحة العام، والآن هي بمستشفى القنفذة العام ترقد في العناية الخاصة. وأوضح شقيق "نوف" أنها منذ الصغر تعاني شللاً في الحركة لضعف في العضلات، وفي يوم ما ارتفعت درجة حرارة جسمها، مما تسبب لها في مشاكل بالتنفس، حيث اتّضح أن الرئة أصبحت لا تعمل لديها، ونقلها والدها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وتحسنت حالتها. وقال إنه لكون والدها لم يقو على السفر للذهاب من القنفذة إلى الرياض، فقد جرى نقلها إلى مستشفى الباحة، حيث استمرت فيه إلى أن نُقلت إلى مستشفى القنفذة، حيث ترقد حالياً منذ 10 أشهر بها. وأضاف: "تم عمل فتحة في حنجرة "نوف" من أجل التنفس الصناعي، وهي لا تستطيع الحديث بسبب أنبوب التنفس، ولكنها تشارك بالإشارة وتسمعنا، ومع مرور الوقت أصبحت لا تسمع شيئاً، ولم يبق لها إلا النظر والإشارة الآن، وقالت "نوف" يوماً ما بالإشارة التي يفهمها ذووها: أصبحت لا أسمعكم حتى الغرفة أصبحت ساكنة". وأكمل تركي حديثه قائلاً: "الآن مستشفى القنفذة قرر إخراج شقيقتي من العناية الخاصة، وطلب الأطباء منا تأمين غرفة مناسبة لها، وجهاز تنفس صناعي؛ لتخضع للطب المنزلي؛ لعدم توفر علاجها، وأيضاً لأنه لا يمكنهم تأمين الجهاز". وبنبرة حزن قال: "لا نملك جهازاً صناعياً لشقيقتي الذي أصبح مطلبا رئيساً ومهماً، وبنزعه سوف تفارق الحياة، وليس بمقدورنا تأمينه، حيث إن سعره يصل إلى 80 ألف ريال، فنحن قمنا بتجهيز غرفتها، ولم يبق إلا الجهاز الذي ننتظر من أهل الخير ومن يستطيع تأمينه لنا". واختتم الحديث قائلاً إن "شقيقتي أصبحت تعيش في حالة نفسية سيئة، ولكني أرجو من الله ثم من يقرأ معاناة شقيقتي، أن يحيي هذه النفس من كان مستطيعاً، لتأمين هذا الجهاز، فهي على وشك الخروج من المستشفى، وبانتظار بارقة أمل تلوح لنا بتأمين ما لم نستطع القيام به".