لاتزال "فاطمة” ذات ال 65 عامًا تعاني آلام ال (فشل رئوي) دون أن تجد علاجًا ناجعًا يخفف ولو جزءًا بسيطًا من وطأة المرض والابتلاء، ركض بها ذووها لجميع المستشفيات قبل أن تستقر في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة، وهناك حاول الأطباء إجراء ما يمكن إجراؤه من علاجات وإبقاءها تحت الملاحظة الطبية وجهاز التنفس الصناعي. ورغم حصول ذووها على الموافقة بإدخالها إلى المستشفى التخصصي بجدة، إلا أن مسؤوليه رفضوا استقبالها بحجة أن فترة العلاج قد تطول. يقول زوج ابنتها (فيصل): “إنه تلقى إفادة من الكادر الطبي في المستشفى بوجود علاجات متقدمة وبرنامج علمي متخصص يعالج مشكلات التنفس بمستويات متقدمة وعالمية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، فركض إليه حيث وضع التقارير الطبية التي تصف حالة “فاطمة” بين يدي اللجنة الطبية المعنية بتحديد قبول الحالات من عدمه، وحصل لاحقًا على الموافقة بإدخالها للمستشفى، عندها استبشر جميع أبنائها بقرب انفراج الأزمة، ولكن ما إن ذهب إلى المدير الطبي الدكتور إبراهيم زباني، ومسؤول قسم العناية المركزة الدكتور مازن قادر كانت الصدمة الكبرى التي أحبطت كل أمل في قرب شفاء والدتهم، حيث رفض إدخالها في العناية المركزة بحجة تخوفهم من بقائها لديهم لفترة طويلة. وأشار فيصل إلى أنه لم ييأس من حل هذه العقبة، وطرق أكثر من باب من أجل الحصول على فرصة علاج إلى أن حصل على توجيهات عليا تتضمن تعميد المستشفى بقبول الحالة وعلاجها على نفقة الدولة، إلا أن إدارة المستشفى على الرغم من كل ذلك -على حد قوله- :“لم توافق على وضع حد لمعاناتنا”. وأضاف أنه فوجئ مرة أخرى بإجباره على توقيع تعهد يتضمن إخراج الحالة في مدة زمنية لا تزيد على الشهر الواحد، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء، والذي وصفه بغير القانوني والتعسفي في حق مواطنة سعودية لا تملك من أمرها شيئًا، وحالتها المرضية تستدعي التدخل الطبي المباشر والسريع، وعلى الرغم من موافقته مضطرًا على توقيع التعهد إلا أنه لم يتم إدخال مريضتهم للعلاج حتى الآن، وما تزال في قسم العناية المركزة بمسشفى الملك فهد بجدة. وأشار إلى أن مدير العناية المركزة بالمستشفى التخصصي تحجج أيضًا بخطورة الحالة، وأنه لا يستطيع المجازفة بنقلها، على الرغم من تعهد مستشفى الملك فهد بنقلها إلى التخصصي. "المدينة” اتصلت بمسؤول العلاقات العامة بالمستشفى التخصصي بجدة نجيب يماني، وعرضت عليه مشكلة المواطنة “فاطمة” وما تعانيه من تعنت مسؤولي العناية المركزة، فأفاد أن المريضة تعاني من فشل رئوي يتطلب زراعة الرئة، ولا بد أن يخضع المريض لبرنامج “طويل عريض” -على حد قوله- يستدعي بقاء المريضة لفترة من الزمن حتى يتم نقل رئة من شخص متوفى وزراعتها لها. وبعد كل ذلك طالب المشتكي بأن يراجعه في مكتبه بالمستشفى لينظر في مشكلته.