شهدت القنوات الإسلامية ظاهرة جديدة في الفترة الماضية تمثلت في ظهور نساء يقدمن بعض البرامج الفضائية وهن بحجاب كامل مغطيات الوجه، ورغم ما تعرف به القنوات الإسلامية التي تلتزم بعدم ظهور النساء والموسيقى على شاشاتها، إلا أن هذه القنوات أرادت إقحام المرأة للمشاركة من على شاشاتها وهن بحجابهن الكامل مغطيات وجوههن. يقول الخبير الإعلامي السعودي الدكتور مالك الأحمد: (البرنامج غير مناسب ويشوه صورة المرأة المتدينة، هذا تلفزيون وليس إذاعة، المرأة تظهر على التلفزيون بشروط ومنها أن يكون اللباس يبين شخصيتها وبغير ذلك لا أدري ما الداعي لوجودها في الاستديو أصلاً يكفي أن تشارك بصوتها). ويطالب الدكتور مالك الأحمد بما أسماه الحضور المناسب للمرأة في برامج تمثلها ويقول بجرأة: (نحن نطالب بالحضور المناسب للمرأة في برامج تمثلها وليس أي امرأة، لا بد أن تكون متخصصة وذات علاقة وفي برنامج نسوي أسري وأخيراً السن والهيئة لا تمثلان فتنة أو إثارة للمشاهد). وتبث هذه الفضائيات غالباً هذه البرامج التي تظهر فيها مجموعة من النسوة متحلقات حول طاولة وهن بحجاب أسود كامل بعد صلاة الفجر مخصصات حديثهن في الجوانب الدعوية التي تخص المرأة. وتعد قضية الحجاب قضية بارزة في الفضائيات العربية، حيث تعتبر خديجة بن قنة وهي أبرز مقدمات الأخبار في قناة الجزيرة الحلقة الأبرز خلال السنوات الأخيرة، يقول الباحث الإعلامي باسل النيرب: (لا يمكن النظر إلى المذيعة المتألقة خديجة بن قنة كأنها أول مذيعة محجبة تظهر على الفضائيات العربية، فقد ظهر موضوع المذيعات المحجبات عام 1970م عندما بدأت بحجاب المذيعة "كاريمان حمزة" التي سُمح لها فيما بعد بإعداد برنامج غير دوري ذي طابع ديني، ثم عاودت الظاهرة عام 2002م عندما أقدمت خمس مذيعات عاملات في قناة الإسكندرية الإقليمية بالقناة الخامسة على لبس الحجاب دفعة واحدة، وتم منعهن من تقديم برامجهن بسبب ارتدائهن الحجاب). ويرفض النيرب الانتقادات الموجهة إلى مثل هذه البرامج التي تقدمها نسوة بحجاب كامل متحدثاً عن هدر الوقت أمام خبراء الماكياج والشعر ويقول: (الحرب المشتعلة عند القائمين على الفضائيات العربية ضد الحجاب تدفعني للتساؤل لماذا تسمح القنوات الفضائية ببث أغاني الفيديو الكليب العارية على سبيل المثال أو تقديم أفلام أقل ما توصف أنها رخيصة، وإذا تم نقد القائمين على البث في مثل هذه الفضائيات يقولون حرية شخصية وثقافية، وكٌل يعبر عن نفسه. طالما أن الموضوع ينبع من الحريات الشخصية والثقافية والدينية فلماذا لا تقدم المذيعة برامجها وهي قادرة على ذلك بحجابها الشرعي بدلاً من هدر أوقات الفتيات بالجلوس لساعات طويلة بين يدي خبراء الماكياج والشعر).