تقدم عددٌ من سكان قرى الجوة في جازان، الذين يتجاوز عددهم العشرة آلاف نسمة موزَّعين على أكثر من 20 قرية، بشكوى رسمية إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات - حصلت "سبق" على نسخة منها - طالبوا فيها بالعمل على تقوية الشبكة في الأبراج الثلاثة المنصوبة بقراهم، والتي لم تعد تجدي نفعاً بسبب ضعف وانعدام الشبكة على حد تعبيرهم، وتدعيمها بخدمة "الجيل الثالث" ومخاطبة شركات الاتصالات بتركيب أبراج جديدة في أماكن متفرقة من تلك القرى تنعدم فيها الخدمة كلياً. وقال المواطن عبده الصفحي إنه يقطع مسافة 15 كيلو متراً بحثاً عن الشبكة في قرى مجاورة، وأضاف: "في حال حدث مكروه لا سمح الله، لا نستطيع التواصل مع ذوينا عندما نكون خارج منازلنا بسبب غياب وانعدام الشبكة على الرغم من وجود ثلاثة أبراج بقرية الجوة؛ أحد تلك الأبراج لا يبعد عن المنزل سوى أقل من مسافة 4 كيلو مترات، ومع ذلك تنعدم الخدمة كلياً، لذلك لا بد من تقوية الشبكة وإنشاء أبراج جديدة". وأشار كلٌّ من حمد عبده ويحيى علي محمد، وهما طالبان جامعيان، بأنهما حُرما أحد المقررات الدراسية العام الماضي، التي كان من المفترض أن يدرساها عن بُعد "من المنزل"، إلا أن انعدام خدمة شبكة "الجيل الثالث" جعلهما يُحرمان من المادة، وقالا: "المشهد سيتكرر هذا العام لعدم توافر الخدمة". ولم يكن حال المواطن يحيى ناشب أفضل من غيره، إذ حرم من عدد كبير من الوظائف التي تقدم لها بسبب انعدام خدمة الشبكة، وقال إن الرسائل التي تبعثها الجهات التي تقدم لها لطلب الوظيفة تصل إليه متأخرة بعد فوات الأوان وبعد أن تطير الطيور بأرزاقها، وذلك بعد أن يقطع مسافة 20 كيلو متراً للوصول إلى الشبكة بسبب انعدام الخدمة، رغم دفع فواتير باهظة. أما المعلمان الحسن يحيى وحسن بيشي، فقالا إنهما وزملاءهما في المدرسة يتكبدون معاناة كبيرة في رصد درجات الطلاب لعدم توافر الخدمة، وأكدا أنهما يقطعان مسافات طويلة للتوجه إلى أحد مقاهي الإنترنت، ليتمكنا من رصد الدرجات في الموقع الإلكتروني للوزارة. ورصدت "سبق" خلال جولة لها في عدد من قرى "الجوة" وجود ثلاثة أبراج اتصال، اثنان منها خاصان بشركة "الجوال" والثالث خاص بشركة "موبايلي"، إلا أن جميعها لا تدعم خدمة "الجيل الثالث" وتنعدم خدمة شبكة الاتصال نهائياً في أماكن متفرقة من تلك القرى وعلى مسافات قريبة من موقع البرج. وعلمت "سبق" أن شركة الاتصالات "الجوال" حولت شكوى عدد من المواطنين في قرى الجوة إلى قسم التخطيط بالشركة للنظر فيها، ومن ثم سيتم تحويلها إلى قسم التنفيذ للعمل على تقوية الشبكة في البرجين الخاصة بالشركة المنصوبة بقرى الجوة وتدعيمها بخدمة "الجيل الثالث" المشغل ل "الإنترنت".