رغم مرور 7 سنوات على بداية مشروع مدرسي في احدى القرى التابعة لمحافظة صبيا، إلا أن المشروع يراوح مكانه وليس سوى أعمدة لا تشفع لأحد بأن يستظل أسفلها. أمام اللوحة الكبيرة يلفت انتباه العابر أنها ما زالت صامدة رغم كل تلك السنوات، ورغم رحيل الشركة المنفذة، ورغم بقاء الأطلال في الموقع، حيث إن اللافتة تحمل عبارات: ( وزارة التربية والتعليم نموذج إنشاء مدرسة 12 فصلا.. قرى وهجر وتيشة بصبيا)، ليظهر للعيان أنها فعلا مشروع مدرسي متعثر، وليس مشروعا أهليا متعثرا. سألت في حينها أحد المواطنين في المنطقة عن هذا المشروع متى بدأ تنفيذه فقال المشروع توقف على مرحلة السقف منذ 7 سنوات ولم نر معدات المؤسسة المنفذة كل هذه الفترة التي مرت إلى الآن. وذكر أن أحد أسوار المشروع الخارجية قد سقط على الأرض دون سبب وتمت إعادته دلالة على هشاشة البناء. وأوضح شيخ القرية علي محمد زكري أن المشروع المدرسي متعثر منذ 7 سنوات عقب أن رسي بعد انتظار طويل وبعد مطالبات متواصلة بمدرسة لتعليم بناتنا بدلا من الرحلات اليومية الشاقة عبر الخطوط وبين الحوادث اليومية. وقال: بعد ذلك سعدنا عندما جرت ترسية المشروع على إحدى المؤسسات الوطنية لتنفيذه على هذه الأرض التي تبرع بها فاعل خير من أجل أن تنتهي معاناة بناتنا اليومية والمشاوير إلى القرى البعيدة والقريبة لتلقي العلم وفوجئنا بالتوقف عند هذه المرحلة وبسحب المؤسسة معداتها بعد أن تسلمت تكلفة المشروع وبعد مضي كل هذه السنوات التي تجاوزت السبع لم يقف أحد على هذا المبنى الأمر الذي أدى إلى تلاشي فرحة بناتنا وآبائهم. ويضيف الشيخ الزكري أن الأمر لم يتوقف على هذا الفعل بل أصبحت غرف المشروع المتعثر والمفتوحة وكرا للمجهولين والمخالفين والمجرمين يسرحون ويمرحون فيه دون حسيب ولا رقيب ولا رادع يردعهم بالرغم من الشكاوى التي قدمناها للجهات المختصة، أضف أن المشروع المتعثر بدأ يتهاوى على الأرض بسبب ودون سبب لضعف الإمكانيات وهشاشة العمل والتنفيذ. وقال: من منبر «عكاظ» فإننا نناشد جهة الاختصاص من وزارة التربية والتعليم وإدارة التربية والتعليم بصبيا وإدارة تعليم جازان بالتدخل السريع ومحاسبة المقصرين والمتلاعبين الذين تجاوزوا الحدود في التأخير وتكملة بناء هذا المشروع الحيوي بالطريقة الصحيحة وحسب المواصفات المطلوبة والمتفق عليها. وطالب ابراهيم عباس بإزالة هذا المبنى القديم الذي أصبح يشكل خطرا وهو غير مكتمل فكيف إذا اكتمل، «نطالب بإعادة بنائه وفي أسرع وقت حتى تنتهي معاناة بناتنا خاصة الصغار منهن». وبين محمد الذروي أن الفترة التي تجاوزت السبع السنوات منذ بداية بناء مشروع مدرسة بنات وتيشة تكفي لتسليمه إذا كانت هناك متابعة جادة من بداية العمل ولكن هذا التأخير والتقصير والبناء العشوائي هو نتيجة الإهمال وعدم متابعة تنفيذ المشروع من قبل المهندسين والمراقبين المختصين ومن الإدارة المختصة ضاعت معها ملايين الريالات التي أنفقتها الدولة أعزها الله في بناء هذا المشروع لبناتنا، مضيفا أن المشروع أصبح وكرا للجريمة ولبيع الممنوعات ولإيواء المخالفين لذا نتمنى إزالته وبناءه من جديد، ولم نتوقع أن هذا المشروع سينتهي بهذه الصورة بعد أن انتظرناه طويلا وبهذا الحال ولا ندري متى ستتم محاسبة المسؤول والمقصرين والمشرفين على هذا المشروع الهام بعد مرور كل هذا الوقت، فهل من استجابة لنداءات بناتنا وهل من استجابة لنداءات أولياء الأمور الذين مر على نداءاتهم واستغاثاتهم أكثر من 7 سنوات وهم في حالة انتظار.