كثير من العادات والتقاليد في مجتمعنا نحتاج إلى إعادة النظر فيها، فنأخذ منها ما يكون في صالحنا وفي مصلحة الجميع بالتأكيد، ونترك ما بقي منها في الحقبة التي ظهرت فيها. ولعل من تلك العادات الكثيرة هو ما يسمى ب«الزفة».. زف العريس من منزله إلى مكان الحفل.. فهي بروتوكول كامل. فتجد أن العريس لا يخرج من منزله الا وترافقه العشرات من السيارات التي تسير ببطء وتثير الضجة بأبواقها المزعجة ومؤشراتها الضوئية والاغاني الصاخبة التي تتهادى إلى اسماعنا منها، فتعيق بذلك سير المارقين في الشوارع دون أي مبالاة واحترام للآخرين وحقهم بالمرور، فضلا عن ازعاج الناس بالابواق والاغاني المزعجة والهرج والمرج. فلماذا هذا التكلف بخلق هذه الكومة من الحديد والبشر التي تسير ببطء شديد مع ازعاج الاخرين وإعاقة سير الناس وتعطيل مشاغلهم. أليس من المجدي أن يزف العريس وترافقه سيارتان إلى اربع وبسرعة مناسبة ودون إصدار الإزعاج و «الدوشة» في الشوارع. الاحتفال لا يكون في الشارع فهو ليس مكانا خاصا بذلك .. هو ملك للجميع .. يقام الاحتفال بمكانه المخصص في قاعت الحفل، فما علاقة المواطنين الذين عطلت شؤونهم وأعمالهم باحتفالك؟ فهذا الذي يحمل طفلا مصابا او مسنا مريضا، هو اولى منك بالعبور فيما أنت تسير بخيلاء ترافقك جموع البشر وابواق السيارات ومعازفها الصاخبة. العرس او الحفل هو شأن خاص بك وبعائلتك والمدعوين في مكان الحفل، ولا يجب أن يتحمل من في الشوارع والناس الذين لديهم شؤونهم التي تغنيهم فرحتك التي تطفلت على الشارع بشكل متبجح!