أمر غريب في بلادنا قد لا نجده في بلد آخر على ظهر المعمورة، حيث إني قررت أن أخصص مقالا كل فترة لامتداح جهد أحد المسؤولين التنفيذيين للخروج من تهم جلد الذات أو السلبية أو محاربة الناجحين كما يدعي الذين يضيقون ذرعا من مهمة الصحافة المخلصة وكتابها فأنطلق نحو كل مصادر البحث المحتمل إيجاد إجابة شافية عندهم فأعود أدراجي بخفي حنين إذ لا أحد من المسؤولين التنفيذيين عندما تكتب مادحا مجهوداته يؤيدك القراء بل قد تجد هجوما عارما وتتهم بالنفاق وذلك غير بعيد عن الحقيقة، ومن الاستثناءات للأمانة جهد المسؤول عن البنك العقاري وتسليم آلاف الناس استحقاقاتهم بسلاسة وعدل ودون تعقيدات تذكر فكثير من المسؤولين التنفيذيين في بلادنا الذين حملوا على عواتقهم مصالح المواطن لم ينجحوا في تحقيق أي نجاح يدعونا للاحتفال به أو الإشادة، ناهيك عن عدم المبالاة والحرص على كسب رضاء المواطن. وهذا يدعونا للتساؤل الموجع والمحبط والذي لابد منه: متى يستقيل المسؤول التنفيذي أو يتنحى طوعا من نفسه لمصلحة المجتمع ومن باب وطني؟، وهذا أكبر نجاح يكتبه مسؤول في تاريخ حياته عندما يترك الفرصة لشخص آخر عليه أن يقدم شيئا أفضل للوطن، لماذا ينظر بعض المسؤولين عندنا للمناصب أنها لا تترك ويسعون للتشبث بها، بل إن بعضهم يذهب كل عمله في عمل الوسائل والطرق التي تبقيه أطول وقت ممكن في منصبه، مع أن قراءتك لأي صحيفة سعودية في يوم واحد تجد عشرات الأسباب الكافية لتنحية بعضهم أو تقديم استقالته من نفسه.. جربوا طريقتي فربما تجدون طريقة جديدة لتبديد الملل، احضروا صحيفة أو ادخلوا موقعا إخباريا سعوديا واحسبوا كم خبرا يستحق أن يقال المسؤول فيه؟ كم خبرا يستحق أن يقدم المسؤول استقالته طوعا من نفسه احتراما للمواطنين الذين وضع لخدمتهم؟! نحن لا ننادي بالتحامل على المسؤول عند كل خطأ أن يستقيل أو يقال، بل ننادي في ذلك عند ارتكاب الإهمال والأخطاء التي تقيل مثيله في بلد آخر، الاستقالات أو الإقالات لها مسببات وأعراف متعارف عليها دوليا، أصبحنا نعرف معها متى يدخل الخطأ نطاق المسؤول الأول عن الجهة الخدمية ومتى لايدخل، وللأسف إن الكثير من الأخطاء التي تقع عندنا من الجهات التي مهمتها خدمة المواطن تستوجب أن يتكرم المسؤول ويسجل موقفا بطوليا بتقديم استقالته، أصبحنا نقرأ أخطاء لا حل معها سوى هذا الحل، في نفس الوقت الذي نؤكد فيه أننا لا نطالب بالمثالية أو الكمال بل نطالب بالحد الأدنى من الإخلاص وخدمة المجتمع والوطن!. [email protected]