للنشيد في حياة الطفل أهمية بالغة، والتلميذ في المرحلة الابتدائية بشكل عام، والصفوف الأولية بشكل خاص، يمتاز إلى جانب سرعة الحفظ لما يتلقاه، بميله لمادة الأناشيد وما تتضمنه من قطع شعرية يسيرة وسلسة. ومتى حظيت هذه المادة بما يستثمر هذا الميل، وسرعة الحفظ لدى التلاميذ من خلال: - تكثيف الاهتمام بانتقاء القطع الشعرية التي تهدف موضوعاتها إلى غرس كل ما يمكن ويهم من بذور الخصال النبيلة، وأخلاق الدين القويم، وحب الوطن.. إلخ - «معلم موهوب» يمتاز فوق حبه لهذه الرسالة «التربية والتعليم»، وتمكنه من تخصصه في اللغة العربية، بملكة صوت تمكنه من إلقاء «النشيد» أمام تلاميذه، بأداء مشوق، ونبرات صوتية معبرة عما تعنيه كل مفردة أو صورة في النص. وحس فني متمكن يصيغ من خلاله لكل نشيد ما يتناسب مع مضامينه وموضوعه من لحن إيقاعي مميز، ثم يقوم بترديد النشيد على تلاميذه «منغما»، ومستوفيا لكل قواعده اللغوية (مسبوقا بما يلزم من شرح واف لكل ما يتضمنه النص من مفردات ومهارات إملائية وأساليب لغوية... إلخ.)، يأتي بعد ذلك دور التلاميذ في القيام بترديد النشيد بشكل فردي، ثم بشكل جماعي، ولا يتوقف دور هذا «المعلم الموهوب» عند هذه الخطوات، بل يعززها بتدريب تلاميذه على حفظ النشيد وتمكنهم من إجادة وجودة أدائه بنفس الرتم والفصاحة والحضور. - وتأتي الإذاعة المدرسية لتحتفي بمخرجات حصاد هذا «المعلم الموهوب» بتخصيص فقرة ضمن برنامجها الصباحي، ينشد خلالها شريحة من هؤلاء التلاميذ نصا شعريا مناسبا من الأناشيد التي حفظوها بتمكن وطلاقة، ثم يأتي المسرح المدرسي فيصدح هؤلاء «الموهوبون المتعوب عليهم» على خشبته بأعذب الأناشيد بكل ثقة وإبهار مهما كان مستوى وكثافة الحضور. بما ذكر آنفا تتحقق الأهداف المنشودة من تدريس هذه المادة «الأناشيد» وسواها من المواد التي تشترك معها في أهم هذه الأهداف والتي من بينها: التغلب على الخجل والتردد، إطلاق القدرات والمواهب، إثراء اللغة... إلخ وما ذكر آنفا هو ما يفترض توفره في جميع مدارسنا دون استثناء ولتلاميذ هذه المرحلة بشكل خاص. الآن إذا جاءت أي مناسبة يشارك فيها «التعليم» تجد البحث عن هؤلاء المبدعين في «فن الإنشاد» ينحصر في مدارس محددة ومحدودة، لا لشيء، بل لأنها حظيت بمن يهتم بهذه المادة، ويصقل موهوبيها إلى جانب ما ذكر. في تعليم جدة كانت تمتاز وتتميز بهذا الشأن المدرسة النموذجية الأولى الابتدائية، إبان إدارة أستاذي محمد خلاف يرحمه الله... والله من وراء القصد. تأمل: إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعليم من شأنه أن يحدد مستقبل المرء. فاكس: 6923348