أضحى فريق الفتح أحد أبطال الدوري السعودي قبل أعوام قصيرة واحدا من أكبر علامات الاستفهام التي تطرح عند الحديث عن دورينا «دوري جميل»، فالفريق الذي قهر الكبار وحاز على بطولة الدوري متبعها بأول كأس سوبر سعودي لم يعد يجلب لجماهيره سوى الحزن والدهشة والتساؤل عما حل به هذا الموسم لاسيما أن بدايتهم تعد الأسوأ لهم منذ صعود الفريق لدوري الكبار في العام 2009. وفي فترة التوقف الحالية، بدأ الفتحاويون بلملمة جراحهم بعد أن اتخذوا قرار إبعاد مدربهم البرتغالي ريكاردو سابينتو ريثما يتم البحث عن بديل، وخلال هذه الفترة استقر الحال على تعيين الوطني فيصل سيف ليكن قائدا للدفة الفنية خلال هذه الفترة. ولاقى تعيين سيف لإدارة هذه الأزمة وتنظيم الصفوف القبول والإشادة من جميع الفتحاويين لاسيما أنه عاش معظم خبرته الفنية في «النموذجي» واكتسب من خلالها الخبرة الكافية، الأمر الذي جعله يحظى باتفاق الفتحاويين جميعا. وسيشرف سيف على الفريق لمدة تقارب أسبوعين سيخوض فيها الفريق لقاءين وديين أحدهما أمام أوليمبي الفتح والآخر أمام القادسية سعيا منه لاستغلال فترة التوقف وعدم تأثر الفريق بما يحيط فيه من ظروف. فيصل سيف كان لاعبا في النصر وتدرج في جميع فئاته السنية حتى وصل إلى الفريق الأول ومكث فيه عدة سنوات ثم انتقل إلى الاتحاد وحقق معه بطولة كأس الملك السعودي ومن ثم إلى الفتح وساهم مع بقية زملائه في صعود الفريق إلى مصاف الأندية الممتازة ومن ثم أعلن الرحيل عن الملاعب، ولكن عشقه لكرة القدم لم يتوقف عند هذا الرحيل. بعد أن أعلن اعتزاله الكرة لاعبا، انضم سيف للطاقم التدريبي بنادي الفتح وبتوصية من مدرب الفريق آنذاك فتحي الجبال، بدأت رحلته مدربا وطنيا يحمل الكثير من الطموح والإصرار للوصول إلى القمة، والآن وبعد أربع سنوات تدريبية يسجل في ملف سيف حصوله على بطولة الدوري وكأس السوبر مع الفتح قبل نحو موسمين. وبعد تلك البطولتين، تنقل سيف لخوض عدة تجارب قصيرة ما بين منتخب القوات البحرية الملكية (مقر عمله الرسمي) وناديي الحزم والنصر مدربا للفئات الأوليمبية إلى أن استقر به الحال في نادي نجران مساعدا لفتحي الجبال ويطمح لأن يكتسب مزيدا من الخبرة، خصوصا بعد حصوله على شهادة (الليسنز B) وتم ترشيحه رسميا من الاتحاد الآسيوي للحصول على شهادة التدريب (A) هو الآن ثالث مدرب وطني في دوري جميل بعد مدرب الشباب سامي الجابر ومدرب القادسية حمد الدوسري، واللذين لقيا الإشادة نظير ما قدماه من عمل في الجولات الماضية. ويعطي منح سيف الفرصة ولو لفترة بسيطة مع زميليه انطباعا بأن المدرب الوطني وإن تأخر وصوله إلا أنه قد حظي بنوع من الثقة لدى أندية دوري جميل بعد أن بحت حناجر النقاد والجماهير الرياضية بالمطالبة بالمضي في هذه الخطوة مؤكدين لسنوات أن الكفاءات الوطنية متى ما وجدت فرصتها قد تحظى بالثقة لما تملك من قدرات.