هاجمت موسكو بشدة أمس الولاياتالمتحدة والكونغرس بمجلسيه، معتبرة إقرار قانون «جاستا» استخفافا مطلقا بالقانون الدولي ولجوءا للابتزاز يدمر سيادة الدول. وأكدت الخارجية الروسية في بيان أمس (الجمعة) أن كسر الفيتو الرئاسي يفضح جنون العظمة والسعي المتهور من قبل المشرعين الأمريكيين الذين ينطبق عليهم المثل «جنوا ما فعلت أيديهم». وانتقدت الخارجية القانون الذي يسمح لأي أمريكي برفع دعوى قضائية ضد أي بلد واتهامه بلا أساس بذنوب مميتة، مؤكدة أنه فضلا عن تدميره لمبادىء القانون الدولي فإنه يضرب الولاياتالمتحدة نفسها عندما تلجأ الدول إلى مبدأ المعاملة بالمثل. في غضون ذلك، نددت ردود الفعل العالمية والعربية أمس بتجاوز الكونغرس الأمريكي الفيتو الرئاسي، في وقت يسعى 28 سناتورا أمريكيا إلى تعديل القانون «المشبوه» قبل نهاية العام الحالي، وتناقلت وسائل إعلام أمريكية رسالة جاءت تحت عنوان «عفوا لقد أخطأنا» عبروا فيها عن تخوفهم من عواقبه الخطيرة والوخيمة على الأمن القومي الأمريكي . ودعا رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان أمس إلى إصلاح القانون، محذرا من أنه يهدد القوات الأمريكية في الخارج. وكانت وزارة الخارجية السعودية اعتبرت ليل أمس الأول، أن اعتماد «جاستا» يشكل مصدر قلق كبير للدول التي تعترض على مبدأ إضعاف الحصانة السيادية، وأعرب مصدر مسؤول عن أمله أن تسود الحكمة وأن يتخذ الكونغرس الخطوات اللازمة لتجنب العواقب الخطيرة التي قد تترتب على القانون. واعتبرت ل«عكاظ» نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي هدى الحليسي، أن إجراء الكونغرس مؤشر خطير في ما يتعلق بالعلاقات السعودية الأمريكية. ودعت الحليسي إلى مضاعفة الجهود مع أصدقاء السعودية لإجهاض عدائية الكونغرس. واتهمت صحيفة «وول ستريت جورنال» أوباما بأنه لم يفعل ما يكفي لإيقاف القانون. وانتقد الكاتب جيمس تارانتو في مقالة نشرتها الصحيفة أمس، أوباما، مؤكدا أنه لم يدافع عن موقفه بقوة كافية. واستشهد برئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر، الذي كشف أنه وأعضاء من مجلس الشيوخ طلبوا مرارا أن يلتقوا مسؤولين في البيت الأبيض لإيجاد حل وسط ولكن لم يأتهم أي رد. ورفض الاتحاد الأوروبي «جاستا» واعتبره تعديا واضحا وصريحا على سيادة الدول ومخالفا لكل ما جاء في ميثاق الأممالمتحدة بشأن حرية سيادة الدول ومبدأ المساواة بينها، وحذر البرلمان الفرنسي من مخاطر هذا القانون، بينما توقع وزير الدفاع الأسترالي أنه سيضعف جهود مكافحة الإرهاب. التفاصيل