يتعرض 55 موقعاً يشكل إرثاً ثقافياً في أنحاء العالم للخطر، في ظل استمرار التدمير المنهجي في العراق وسورية، وأضحت الحركات الجهادية معاول هدم للإرث البشري بعد أن سفكت دماء الأبرياء في شتى بقاع العالم، وبذلك ستصدر المحكمة الجنائية الدولية اليوم (الثلاثاء) حكماً تاريخياً ضد المتطرف «أحمد الفقي المهدي» من مالي الذي اعترف بتدمير أضرحة مصنفة في تمبكتو. ومن جهته، يأمل أمين عام منظمة الأممالمتحدة بان كي مون أن «يؤدي هذا الحكم، الذي يعدّ الأول من نوعه الذي تصدره المحكمة الجنائية الدولية بخصوص تدمير كنوز ثقافية، إلى وضع حد نهائي للإفلات من العقاب. وقد أقر المهدي بذنبه في مستهل محاكمته، مبدياً تأسفه وشعوره بتأنيب الضمير، معللاً ما ارتكبه أنه كان تحت تأثير المجموعات الجهادية. ودعا المسلمين في جميع أنحاء العالم، إلى التصدي «لهذا النوع من الأعمال». ويعدّ المهدي أول متهم يقر بجريمته، وأول جهادي يحاكم في لاهاي، إضافة إلى أنه المتهم الأول في إطار النزاع في مالي. وكان المدعي طلب إنزال عقوبة السجن على المهدي من تسع إلى إحدى عشرة سنة، وهي عقوبة تجمع بين خطورة الجريمة وتعاون المتهم. وتعهد فريق الدفاع بعدم الاستئناف إذا كانت العقوبة التي يقررها القضاء على هذا المستوى فعلا. وقال كاري كومر من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان إن العقوبة لا يمكن أن تكون «أخف» من ذلك. مضيفاً أنها «ليست جريمة لم تسفر عن ضحايا، ومن المهم بعث رسالة تفيد بأن تدمير الممتلكات الثقافية هو جريمة سيعاقب مرتكبها».