أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة «أرامكو» السعودية أمين الناصر أن أسواق النفط تتحرك في مستويات ضعيفة رغم تحسنها الطفيف، ملمحا إلى ارتداد سلبية ذلك على نوعية الاستثمارات التي تعزز القدرة الإنتاجية للنفط والغاز حول العالم. وأوضح أن وضع سوق النفط ساهم كثيرا في إلغاء العديد من الاستثمارات وأرجأ بعضها إلى أجل غير مسمى، مضيفا: تباطؤ التحسن في معدلات العرض والطلب اتضح أثرها كثيرا على النفط الصخري الأمريكي بحسب وكالة "بلومبيرغ". تصريحات الناصر جاءت خلال مؤتمر حول الطاقة في دبي، تطرق فيه إلى أن سوق النفط تتجه نحو إعادة التوازن رغم التقلبات السعرية التي شهدتها طوال الفترة الماضية؛ موضحا أن المؤشرات تدعم إمكانية تحسن الأسعار تدريجيا مع الوقت، غير أن ذلك التحسن سيمر بفترة من التقلبات في المستقبل القريب. وتطرق الناصر في حديثه إلى بعض الأمور الخاصة ب "أرامكو" من أبرزها إدراج الشركة في البورصة خلال عام 2018 من أجل دعم إستراتيجياتها باعتبارها الشركة المعنية بإنتاج الخام السعودي، مضيفا: أرامكو التي تأتي في صلب خطة «رؤية 2030» للاقتصاد السعودي ستقدم نحو 5% لطرحها كأسهم يتم الاكتتاب عليها نم أجل العمل على تشكيل صندوق سيادي بقيمة تصل إلى ما يقارب تريليوني دولار، في إطار عمل المملكة على تنويع موارد اقتصادها وتقليص اعتمادها على النفط. وكشفت الوكالة عن وجود توجه للشركة يهدف إلى رفع معدل الموارد من 800 مليار برميل من النفط إلى 900 مليار برميل في العقد القادم عن طريق تكثيف عمليات الاستكشاف التي يجري العمل بها حاليا، وذلك في خطوة تتزامن مع وصول ميزانية «أرامكو» إلى أكثر من 100 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة مع العمل على زيادة معدلات استرداد النفط من الحقول بنسبة تصل إلى 70%. وتوقعت الوكالة إمكانية التوصل لعمل مشترك من قبل الدول المنتجة للنفط يسهم في خفض حد الإنتاج لمواجهة الفائض العالمي في ظل انخفاض أسعار النفط إلى أكثر من 50% من عام 2014، في وقت لم تحدد السعودية وروسيا بعد أي إجراء للتخلص من فائض العرض الذي يثقل الأسعار منذ منتصف 2014 على رغم أنهما الدولتان المصنفتان بالأعلى إنتاجا عالميا في ظل انقسام داخل منظمة «أوبك» مدعوم برغبة بعض الدول في الاحتفاظ بمستويات الإنتاج لصالح الحصص السوقية. وأشارت الوكالة إلى أن المعيار العالمي لخام برنت وصل 46.62 دولار في لندن، وحقق الخام ارتفاعا حوالي 11% في شهر أغسطس الماضي. يشار إلى أن إنتاج أوبك ارتفع إلى رقم قياسي ليصل إلى 33.69 مليون برميل يوميا في أغسطس؛ وهو ثلث الطلب العالمي، وكان نصيب السعودية من هذا الرقم هو إنتاج 10.69 مليون برميل يوميا الشهر الماضي في ظل زيادة شركة أرامكو لمعدلات الحفر من أجل استكشاف المناطق البرية والبحرية على النفط والغاز ليصل عدد الحفارات العاملة في السعودية إلى 124 آلة حفر في شهر أغسطس مقابل 101 في مايو 2014.