أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الهدنة الموقتة السارية في مدينة حلب شمال سورية، تم تمديدها بمبادرة من موسكو لثلاثة أيام إضافية، بحيث باتت تنتهي فجر الثلثاء، في وقت شنّ الطيران السوري أمس، غارات على ريف حلب الجنوبي ومناطق أخرى في البلاد. وأعلن في طهران عن مقتل 13 من مستشاري «الحرس الثوري الإيراني» في معارك شمال سورية. وقالت الوزارة في بيان: «بهدف الحؤول دون تدهور الوضع، وبمبادرة من الجانب الروسي، تم تمديد نظام التهدئة في محافظة اللاذقية وفي مدينة حلب لمدة 72 ساعة». وبعد الإعلان الروسي، أكد الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، أن «وقف الأعمال القتالية خفّض حدّة العنف في حلب، والولايات المتحدة ملتزمة الحفاظ على هذه الهدنة لأطول فترة ممكنة». وأضاف: «نرحب بهذا التمديد، لكن هدفنا الوصول الى مرحلة لا نعود نحصي فيها بالساعات ويتم فيها احترام وقف الأعمال القتالية احتراماً تاماً في سائر أنحاء سورية». والهدنة التي أعلنتها واشنطنوموسكو وتعهّدت دمشق الالتزام بها، أقرت أساساً لمدة 48 ساعة، أي يومي الخميس والجمعة. وحلب ثاني كبرى مدن سورية مقسمة منذ تموز (يوليو) 2012، بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «سمع دوي انفجارات في أطراف حلب الغربية، ناجمة عن سقوط قذائف على مناطق في أحياء الزهراء وضاحية الأسد وقرب دوار السلام في حي حلب الجديدة». وتابع «المرصد»: «لا يزال الهدوء يسود مدينة حلب، منذ منتصف ليل الأربعاء - الخميس وحتى الآن، بعد إعلان وقف إطلاق النار والتهدئة في المدينة، وتخلّل هذا الهدوء الحذر سقوط قذائف على مناطق سيطرة قوات النظام، ومناوشات في أطراف حي ميسلون، وإطلاق نار من رشاشات الطائرات الحربية على أحياء تسيطر عليها الفصائل، والذي تسبّب أمس باستشهاد مواطن في حي الميدان». وجاء هذا الهدوء «بعد 14 يوماً من القصف الدامي، ونزيف الدماء السورية في مدينة حلب، والذي أسفر عن سقوط مئات الجرحى، فيما بلغ 286، بينهم 95 طفلاً ومواطنة، عدد الشهداء»، الذين تمكّن «المرصد» من توثيق مقتلهم خلال 14 يوماً من تصعيد القصف المتواصل على معظم أحياء مدينة حلب منذ 22 الشهر الماضي، و «في المجازر المتتالية التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية والقذائف محلية الصنع وأسطوانات الغاز المتفجرة، وقصف قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في المدينة». في ريف حلب، نفذت طائرات حربية غارات استهدفت مناطق في قرية الخالدية وبلدة خان طومان بالريف الجنوبي لحلب. وكانت فصائل إسلامية سيطرت أول من أمس، على خان طومان في ريف حلب. وأفيد بمقتل وجرح عشرات من الميليشيات الشيعية الموالية للنظام. وقال «المرصد» أمس: «استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ موجّه، دبابة لقوات النظام في محيط بلدة خان طومان ودبابة أخرى على محور الراشدين غرب حلب، ما أدى الى إعطابهما وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلّحين الموالين». وعلى صعيد المعارك مع «داعش»، لفت «المرصد» الى أن اشتباكات دارت «بين التنظيم من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط قرية حور بريف حلب الشمالي، ما أدى الى مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من التنظيم، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الفصائل الإسلامية والمقاتلة، إضافة الى أسر 5 عناصر من الفصائل لدى التنظيم». وكان التنظيم قد سيطر على قرية دلحة بالكامل عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة، وسط تضارب المعلومات حول الجهة المسيطرة على القرية الآن. وقصفت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، مناطق في قرية برغيدة بريف حلب الشمالي، والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وفق «المرصد» الذي أشار الى «خسائر بشرية في صفوف التنظيم». وقالت شبكة «الدرر الشامية» أن التحالف الدولي «شنّ غارة جوية على قرية احتيملات بريف حلب الشمالي، أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين بينهم نساء وأطفال»، لافتة الى أن «الغارة التي استهدفت القرية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، تزامنت مع معارك عنيفة بين الثوار والتنظيم على الشريط الحدودي مع تركيا». وأفاد مصدر بأن «الثوار استعادوا السيطرة على قرى حرجلة ودلحة بعد تسلّل التنظيم إليها، حيث دارت معارك عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم، فيما سيطر الأخير على قرية دوديان». وقال مكتب حاكم إقليم غازي عنتاب في تركيا، إن جنوداً أتراكاً قتلوا خمسة أشخاص في المحافظة الواقعة جنوب شرقي البلاد، لدى محاولتهم العبور إلى سورية للانضمام الى تنظيم «داعش». وأضاف مكتب الحاكم أن القوات اعتقلت خمسة أشخاص آخرين. وتتاخم غازي عنتاب بلدة كلس التركية التي تشهد إطلاقاً متكرراً للصواريخ من أراض في سورية يسيطر عليها «داعش». في الجنوب، قال «المرصد» أن قوات النظام «جددت قصفها مناطق في محيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية»، لافتاً الى «قصف قوات النظام مناطق في قرية رجم الدولة شمال بلدة القصر بريف السويداء الشمالي الشرقي، من دون أنباء عن خسائر بشرية». في الشرق، أضاف «المرصد»: «استشهد مواطن وسقط عدد من الجرحى نتيجة إطلاق القوات التركية النار عليهم أثناء محاولتهم العبور الى تركيا، من قرية مرقبة قرب مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، والخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي»، مشيراً الى إطلاق «القوات التركية رصاصات عدة على مناطق في مدينة القامشلي بريف الحسكة، ما أدى الى حالة هلع واستنفار في صفوف المدنيين، وإغلاق البعض محالهم التجارية، بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق نار داخل المدينة، لم تعرف أسبابها، من دون أنباء عن إصابات».