قرأت باهتمام بالغ التقرير الذي قدمه علي الرباعي من الباحة «قريش أمّنت البخور فازدهرت تجارتها» والذي نشر في عدد عكاظ الصادر في يوم الأحد الموافق 18/9/2016. وإنني أشكره على جهده في إلقاء الضوء على طريق البخور ورحلة الشتاء والصيف، ولكنه لم يتطرق إلى البلد المصدر لهذه المواد الثلاث (البخور واللبان والمر). إن الفراعنة كانو يستوردون البخور واللبان والمر من بوساسو BOSSASSO عاصمة إقليم بلاد بونت وهي حاليا جزء من جمهورية الصومال، والفراعنة هم الذين أطلقوا على هذه المنطقة اسم PUNTLAND وعندما تفككت جمهورية الصومال وانفصلت عنها هذه المنطقة أعاد لها سكانها الحاليون اسمها القديم وعاصمتها بوساسو، وهو ميناء قديم يقع في شمال شرق جمهورية الصومال ويطل على المحيط الهندي وكانت بلاد بونت تصدر هذه المواد إلى مصر في عهد الفراعنة، وكذلك إلى اليمن، ومعنى ذلك أن هذه التجارة كانت مزدهرة قبل قريش أي منذ آلاف السنين، كما أن الدول الغربية كانت تستورد اللبان من هذه المنطقة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين وذلك لأن اللبان يشكل عنصرا أساسيا في صناعة قنابل النابالم الحارقة (NAPALM) والمحرمة دوليا. وللعلم فإن السكان الحاليين لبلاد بونت ينتمون إلى قبيلة الدارود الرئيسية والتي تنتسب إلى آل البيت وتنحدر من نسل عقيل بن أبي طالب واسم دارود محرف من اسم جدهم داوود بن اسماعيل بن ابراهيم بن عبدالصمد الجبرتي العقيلي القرشي الهاشمي ويبلغ تعدادهم حاليا نحو ثمانية ملايين ومنتشرون في ثلاث دول: جمهورية الصومال، إثيوبيا، شمال كينيا، وقد هاجر داوود من زبيد باليمن، إلى الصومال في أوائل القرن التاسع الهجري واستقر في بلاد بونت حيث دفن في بلدة هيلان، أي أن الأشراف العقيليين هم أكثر الأشراف انتشارا في آسيا وأفريقيا. فضلا راجع كتاب اللآلئ السنية في الأعقاب العقيلية بمؤلفه السيد أحمد بن علي بن محمد الراجحي العقيلي، هذا الكتاب يتكون من ثلاثة أجزاء ومصنف في مكتبة الملك فهد بالرياض، آمل أن أكون أضفت بعض المعلومات إلى طريق البخور.