عبّر الشاعر البحريني قاسم حداد عن امتنانه للأمانة العامة لجائزة محمد الثبيتي لإجماعها على أحقية تجربته بالفوز في الدورة الثالثة. وعدّ الفوز انتصارا للشعر والتجربة. واصفا خبر فوزه بنادرة من نوادر الفرح في حياته، وهنا نص حوارنا معه بهذه المناسبة: كيف تلقيت خبر فوزك بجائزة الشاعر محمد الثبيتي في دورتها الحالية؟ لقد كان الأمر مربكاً لأول وهلة. أعتقد أن التفاتة ثقافية مثل هذه هي من بين نوادر لحظات الفرح في حياتنا. أحب أن أبتسم غبطة إذا سمحتم، فأنا بحاجة لذلك. ماذا تعني الجائزة لشاعر قضى جل عمره في البحث والتجديد والسمو بالمفردات؟ التنفس بعمق، ثم مواصلة الحلم. فالجائزة مسألة بالغة الواقعية. أين تلتقي تجربة قاسم حداد بتجربة محمد الثبيتي؟ التقيته (واقعياً) مرة واحدة فقط. فهمت منه لحظتها أن شأناً غير الشعر لا يعنيه في هذه الحياة، فأحببت ذلك، في وقتٍ ينشغل الكثيرون بشؤون كثيرة أخرى مع الشعر، أو قبل وبعد الشعر. وهذا ليس إنصافا. هذه هي التجربة. ماذا يمثّل الشعر لك اليوم؟ الحياة. هل في البدء كان الشعر. ومن بعده تفرّعت اللغة. لا أعرف. هذا سؤال يستحق حياة مضاعفة، فيما أنا لا أزال في أول الأمر. ماذا تقول لأمانة الجائزة. للطائف. لأدبي الطائف. لمحمد الثبيتي. الحق أنني شعرت بأن أصدقاء يلمسون في روح الشاعر حاجته لقرينة تشير إلى عافية ممكنة. أشكر أمانة الجائزة على ثقتها الماثلة، وعلى هذه الجرأة الباسلة (حسب تعبير أحد الأصدقاء). التي رأتْ منحي جائزة شعرية تتصل بصديق مثل محمد الثبيتي. كنت مرتبكاً، واختلجت بالغموض. فأنا أحصل على جائزة من صديق غادرنا باكراً. قلتُ لحظتها أن كرم الشعر في الثبيتي لا يتوقف عن منحنا الحق في الحياة برغمها. أقدّر لنادي الطائف جهده الحضاري لوضع الشعر في مكانته.