لم يعد إحصاء الميليشيات الشيعية المصنوعة والمدربة في إيران مجديا، بعد أن تحولت هذه الدولة المارقة إلى مفرخة حقيقية للميليشيات الطائفية، بل وتجاوزت ذلك إلى تحالف خفي مع القيادات الإرهابية من القاعدة وداعش كما كشفت في وقت سابق وثائق أمريكية العلاقة بين القاعدة والنظام الإيراني بالأسماء. بات الحديث عن الميليشيات الطائفية المدعومة إيرانيا «عالمكشوف»، وهو ما قاله محمد علي فلكي القيادي في الحرس الثوري الإيراني من أن بلاده تعمل على تأسيس وتدريب ميليشيات في كل من العراق وسورية واليمن، تأتمر بأمر الحرس الثوري الإيراني وبالتالي بأمر ولاية الولي الفقيه. إذن هي الحرب العلنية على الدول العربية، ولا تفسير غير ذلك، حرب تريدها إيران منذ بداية الثورة الخمينية المزعومة في العام 1979، وهي لا تزال تفكر فيها حتى هذه اللحظة، مرتكزة على أيديولوجيا الموت وحشد شعبوي يجر المنطقة إلى الويلات وزعزعة الاستقرار. ولا تخفي إيران احتقارها للشعوب العربية سنية كانت أم شيعية، فقد اعتبر الجنرال الإيراني فلكي أنه ليس من الحكمة زج القوات الإيرانية بشكل مباشر بالحرب في سورية «بل يجب أن يقتصر دور عناصرنا على تدريب وتأهيل وتجهيز السوريين للقتال في مناطقهم» على حد تعبيره. هذا الوضوح في الازدراء للدم العربي لم تكن معلنة من قبل رغم أنها كانت إستراتيجية، إلا أن رغبة إيران في الكشف التام عن المشروع الدموي في المنطقة جعلها تكون أكثر وحشية علنية من قبل. بدأ المشروع الطائفي الميليشياوي، منذ اليوم الأول لسقوط العراق، حين انتشرت الفئران الطائفية يوما بعد يوم لتقضم الجيش العراقي، وتتحول العراق إلى دولة الميليشيات الأولى في المنطقة، وتضيع هيبة الدولة إلى أجل غير مسمى. عشرات الميليشيات في الشرق الأوسط، والراعي ما زال يضخ المال والسلاح، وما من تحرك لدول العالم التي باتت معتادة على مشهد سفك الدم.. لا حدود لإرهاب إيران، وهي مستعدة لحرق الأخضر واليابس لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.