غطت ملامح الزمن وجوه غالبية القاطنين في أحد مخيمات حجاج لبنان في مشعر منى ليظهر مغايرا عن المخيمات الأخرى، لتتضح الحقيقة أن الحجاج من كبار السن سواء رجالا أو نساء. وبات واضحا أنه لا مجال للشباب من الجنسين داخل المخيم عدا العاملين مع شركات الحج في بيروت. استغربنا أن يقتصر المخيم الواقع في وسط منى على العجزة والمسنين الذين همهم الأول والأخير أداء مناسك الركن الخامس في الإسلام، فيعترف الحاج عبدالحق رأفت الذي يعمل نائب رئيس بلدية في مدينة طرابلس ومالك شركة سياحية ل«عكاظ» أن الحملة تفتقد للشباب لأن النظام لديهم يركز على استيعاب كبار السن حيث أصغر حاج من مواليد 1954، مبينا أنه يحج في العام الحالي للمرة ال25 في حياته، وكانت أول حجة له في عام 1987. ويضيف الحاج اللبناني علي أمونة الذيي -يحج للمرة الأولى في حياته برفقة زوجته- أن شروط الحج تعتمد على العمر أولاً، وبها صعوبة للغاية. من جهته، يوضح رئيس مكتب شؤون حجاج لبنان إبراهيم عيتاني ل«عكاظ» أن عدد الحجاج اللبنانيين بلغ 4400 حاج من مناطق مختلفة في لبنان. ويضيف: «آلية رحلة الحج لها ضوابط محددة، ونبدأ فيها فور عودتنا من أداء المناسك بأسابيع، ويقع الاختيار على الذين لم يسبق لهم الحج، والأكبر سناً، والنظام لا يمنع الشباب من التقديم، لكن كبار السن يفوزون بالرحلة»، مشيراً إلى أن عدد الطلبات السنوية للحج تصل إلى 20 ألف طلب، ويتم اختيار نحو 4 آلاف حاج. ويشدد على أن الصراعات السياسية في لبنان لا تأثير لها على اختيار الحجاج، لافتاً إلى أنهم لم يسجلوا أية مخالفات من إثارة النعرات. وعن الإجراء المتبع في حال أثار حاج نعرات سياسية وطائفية، يوضح عيتاني أن المنع سيطاول الحملة التي يتبعها في الموسم القادم؛ لعدم ضبطها حجاجها، مضيفاً: «الخلافات السياسية ممنوعة هنا، لأننا قدمنا للحج فقط». ويشيد بتعامل ودور رجال الأمن السعودي في المشاعر المقدسة، ما سهل المهمة على الحجاج في أداء مناسكهم بيسر وسهولة.