شكل الارتفاع الكبير في الأسعار وغلاء المعيشة والزيادات التي طالت الكثير من السلع والضرورات هاجسا بالنسبة للمواطنين الذين يرغبون في أداء فريضة الحج لهذا العام. وقد سجلت أسعار حملات حجاج الداخل هذا العام أرقاما قياسية غير مسبوقة، بصورة أصبح معها الحصول على خدمات جيدة وممتازة يتطلب تكاليف باهظة ومرتفعة نظرا لارتفاع الأسعار، كما أن هناك فئة من المواطنين يسعون إلى التميز والحصول على أفضل الخدمات والعروض في مجال السكن ونوعية الغذاء والمواصلات بأسعار باهظة حفاظا على مستواهم الاجتماعي مما حدا ببعض الحملات إلى تنظيم عروض وبرامج للحج (V.I.P) تحقيقا لرغبتهم. وعلى الرغم من أن العلماء نبهوا إلى عدم التبذير على رحلات الحج، لأن ذلك يعني تفويت معنى الحج وما يترتب عليه من مشقة وجهد في سبيل الله، إلا أن التكاليف الباهظة لخدمات حملات الحج أصبحت كذلك نتيجة للغلاء الذي استشرى في حياة الناس. يقول إبراهيم الحميري مسؤول إداري في إحدى الحملات التي تصنف بفئة (ه) لنقل الحجيج : إن الكثيرين يجهلون ما نعانيه من مشاكل، ودائما يتحدثون عن طمعنا وجشعنا ووعودنا التي لا تتحقق، فارتفاع أسعار المواد الغذائية يجعلنا نرفع أسعارنا لتلبية حاجات الحملة من المواد الغذائية وخاصة الأرز، كما اننا في الحملة نقدم خدمات متساوية لجميع الحجاج على مدار الساعة، ونوفر مستوى جيدا من السكن في المخيمات وتقديم الوجبات الغذائية، إلى جانب تنظيم برنامج ثقافي دعوي للمساهمة في التذكير بالشروط الشرعية لأداء فريضة الحج. وأضاف: إن طبيعة الوضع الاقتصادي وذكاء الحاج يساعدانه على اختيار الحملة التي تناسبه، والتي تيسر له خدمات معقولة مقابل سعر اقتصادي مريح. فهناك تفاوت في أسعار خدمات الحج بحسب رغبة الحاج، ولقد ارتفعت أسعار التذاكر بنسبة 40% عن العام الماضي ؛ حتى وصلت هذا العام إلى 1029ريالاً وهناك بعض المحاولات لاستجلاب حافلات نقل أرخص من سورية مع السائقين وتتفاوت أسعار الحج في حملتنا فتصل بالحافلة إلى 3400ريال أما بالطائرة فيبلغ 4400ريال. الأسعار مرتفعة أما عن أسعار السكن فيشير محمد جلال مسؤول إداري في إحدى الحملات المصنفة ( ج ) إلى أن مبلغ 10آلاف للفرد الذي كان في السابق حكرا على حملات من فئة الخمس نجوم، بات تطلبه حملات متواضعة الإمكانات، فبحسبة بسيطة نقول بأن تكاليف السكن ارتفعت بنسبة 100%، أما الغذاء فبنسبة 80% والمواصلات بنسبة 50%، وكذلك أسعار التجهيزات للحج من إعلانات وملصقات واللوازم الصحية والكادر الإرشادي والطبي للحج مما انعكس على كلفة الحج هذا العام أما عن الأسعار بالحملة ( ج ) فهي بالحافلة 5500ريال، والطائرة 6600واستيعاب حملتنا يصل إلى 1500حاج . ويقول عبد الرحمن السراج من إحدى الحملات المصنفة بفئة ( أ ) إن أسعار المخيمات مازالت ثابتة من قبل وزارة الحج. وإنما يتفاوت سعرها بحسب قربها أو بعدها من الجمرات، فتكون مساحة 4* 4ب ( 7500ريال لفئة ( أ ) بجانب الجمرات، الجديد في الأمر هذا العام أن شركة منى السكنية طرحت 4أبراج تستوعب مابين 4400- 6000حاج، وحددت أسعارها ب (5000) ريال كإيجار سكني للحاج الواحد، مع إمكانية وضع 16حاجا في غرفة واحدة، وسعر الحج لدينا في الحملة يبدأ من (7900) ريال وتحدد بعد ذلك على حسب رغبة الحاج من خدمات، موضحاً أن وزارة الحج خصصت رقما مجانيا يستطيع الحاج أن يرجع له للاستفسار عن الحملات المرخصة من غير المرخصة. من جهة أخرى أوضح الدكتور سليمان العيد رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود إن هناك حملات تجارية تبحث عن كسب مشروع في موسم الحج، ولكن يجب تجنب المغالاة في الأسعار، كما أن هناك حملات خيرية وهذه بطبيعتها تراعي الرسوم الرمزية تسهيلا على الحجاج، وفي الحالين لابد من معاناة، لأن الحج جهاد لا شوكة فيه. ولعل في هذا الغلاء الذي وقع على الناس ما يكون سببا للتخفف من المغالاة والرفاهية الزائدة التي لا تناسب قيمة الحج، لأن الحج منسك لا يخلو من مشقة وفيه تذكير بالجهاد والسعي والتعب من أجل مرضاة الله ومحو الذنوب.