بمدخل مشعر منى وبين الطرقات انتشر عشرات من الوافدين ممسكين بأيديهم كراسي مدولبة، يستخدمونها كوظيفة جديدة استحدثوها لأنفسهم هذا العام، ليتم تأجيرها على الحجاج من كبار السن أو ممن تعذر عليهم مواصلة السير بسبب التعب وسوء الطقس، محددين تسعيرة مقدارها 500 ريال كأقل إيجار للعربة. ذكر الحاج الأردني أيوب الزعبي أنه لاحظ هذه العربات موجودة بكثرة في أول أيام التشريق بمشعر منى فظن في بداية الأمر أنها بالمجان لمساعدة كبار السن والمجهدين؛ فطلب من أحدهم أن يقل زوجته الحامل إلى الجمرات ثم يعود بها إلى المخيم، ليتفاجأ بأن الشاب طلب منه 600 ريال مقابل هذه الخدمة، وبعد التحدث معه علم أن هؤلاء ليسوا متطوعين بل جاؤوا إلى المشاعر للعمل في دفع العربات بمقابل غير زهيد، ونظراً إلى ظروف زوجته اضطر إلى التفاوض معه وإنزال المبلغ الى 500 ريال. فيما دفع الحاج المصري سيد سعيد البنهاوي 800 ريال للسائق الباكستاني الذي رفض أن يقله بأقل من ذلك بسبب حرارة الطقس وزيادة وزن «سيد» الأمر الذي يتطلب منه مجهوداً مضاعفا يؤثر على طاقته وقدرته على العمل لساعات أطول. ولم يكن الحاج الكويتي عبدالعزيز البريكي أفضل حظاً من سابقيه حين أنفق 3800 ريال على أربع عربات قيمة الواحدة منها 950 ريالا لتتمكن والدته ووالدة زوجته واثنان من أقاربه كبار السن من رمي الجمرات والعودة إلى المخيم بعد أن تعذر عليهم المشي بسبب كبر سنهم من الإجهاد الذي عانوا منه يوم وقفة عرفات. كما لم تفلح حذاقة ماهر السهلي في إقناع صاحب الكرسي المتحرك بتأجيره بنصف ثمنه على أن يتولى هو مهمة دفع والده بنفسه ثم يعيد إليه الكرسي بعد ساعتين بجوار المخيم الذي يسكنون به؛ إلا أنه تراجع عن عرضه حين طلب صاحب الكرسي تأمين 300 ريال لضياعه أو حدوث أي خلل به، ما اضطر ماهر إلى دفع 500 ريال تكلفة العربة وقائدها. ويكشف فضل أمين أحد العاملين في دفع العربات أن التسعيرة تختلف بحسب المسافة والساعات التي يقضونها مع الحاجة إضافة إلى حجم البنية الجسدية الذي غالبا مايؤثر سلباً على الصحة ويضعف مقدرتهم على مواصلة العمل وإحداث تلف في العربات، معتبراً أن 500 ريال مبلغ معقول لتقديم هذه الخدمة في ظل هذه الأجواء الحارة.