رغم أنها المرة العاشرة التي يؤدي فيها الحاج العراقي هيثم مهدي حسن مناسك الحج، إلا أنه هذه المرة بات يحمل في نفسه الكثير من الألم والأمل، بعدما وجد أهله وعشيرته في بلاده محاصرين بجرائم داعش والسيارات المفخخة، فوجد في المشاعر المقدسة فرصته ليعلو صوته بالدعاء أن يضمد الله تعالى عنهم جراحهم التي تسيل منها الدماء. يقول ل «عكاظ» وهو متكئ على جراحه في مخيم العراقيين بمشعر منى: «حينما يكون الحديث عن العراق، فإن جرائم التنظيم الإرهابي لا تغيب عن ألسننا نحن أبناء الرافدين، فبالرغم من أننا اعتدنا على الحروب منذ عشرات السنين إلا أن هذه المرة تختلف فالموت صباح مساء وعلى الطرقات، والأمل الوحيد أن يستجيب الله دعاءنا في أن يرفع الغمة عن بلادنا». ويجزم أنه منذ وصوله للأراضي المقدسة «لم تواجهنا معوقات والخدمات المقدمة في الحج مميزة، وسبق أن قدمت للمشاعر قبل تسع سنوات، والشعب السعودي لطيف وكريم ويتمتع بأخلاق حسنة، والحكومة السعودية لم تقصر مع الحجاج». لكم هيثم ما زال في خاطره شيء -سألناه- فأجاب «بالطبع الجرائم تنشط في الموصل من التنظيم الإرهابي وتمتد إلى المدن الصغرى ورغم أن بغداد آمنة إلا أن السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة تقلق الجميع خصوصا أنهم يختبئون مثل الجرذان ليظهرون بتنفيذ التفجيرات البشعة التي تبيد الحرث والنسل».