التصريحات الإيرانية المجنونة تجاه السعودية طوال الأسبوع الماضي تكشف بشكل واضح عن فشل ذريع لكل مخططات نظام طهران لتسييس فريضة الحج، والتي قوبلت بحزم من الرياض، ما قاد عصابة خامنئي لارتكاب خطأ تاريخي بمنع الشعب من أداء الفريضة ومن ثم محاولة الخروج من المأزق بتصريحات هدفها الحقيقي تبرير موقفها الأرعن للإيرانيين الغاضبين من حرمانهم من أداء مناسك متاحة لجميع المسلمين في هذا الكوكب. قديما قيل «الصراخ على قدر الألم» وألم النظام الإيراني اليوم وصل منتهاه بسبب حماقته وغطرسته؛ إذ لا يوجد أي سلطة عاقلة في العالم يمكن أن تمنع مواطنيها من أداء فرائض دينهم؛ لأن ذلك بكل بساطة مقصلة حقيقية لرأس السلطة على يد شعبها، وليس أمام النظام الإيراني حاليا سوى ادعاء البراءة من حماقته عبر محاولة تحميل جهة أخرى المسؤولية، وهي هنا السعودية التي وجهت ضربة قاضية لغباء الملالي بدعوة الإيرانيين المقيمين خارج بلادهم للحج وقد وصل منهم المئات بالفعل لأداء مناسكهم كبقية المسلمين دون أي اعتبار لخامنئي وعصابته. ببساطة يمكن القول: مخطئ من يعتقد أن تصريحات طهران المجنونة موجهة إلى السعودية فعلاً، هي موجهة للداخل الإيراني لامتصاص الغضب الشعبي قبل كل شيء، وفي سبيل ذلك لن يتردد أزلام هذا النظام عن اختلاق أي أكاذيب أو إساءات تجاه السعودية والسعوديين. كل ما سبق يفرض على السعوديين لتعرية هذه الحملة الخامنئية الساذجة أن يوجهوا الرسائل السياسية والإعلامية للشعب الإيراني مباشرة؛ إذ لا علاقة لهذا الشعب المغلوب على أمره بجنون العصابة التي تحكمه، ومن الخطأ وضع كل الإيرانيين في صندوق واحد بردود شمولية عدائية؛ لأن هذا هو ما تريده عصابة طهران الحاكمة ويجب أن لا تنجح في تحقيقه أبدا. من المهم جداً أن يعرف المواطن الإيراني أن السعودية كدولة لا تعادي مذهبه أو عرقه كما يحاول الملالي تصوير ذلك له، وأنه من عموم المسلمين الذين تشرف المملكة بخدمتهم وتوفير كل سبل الراحة لهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة.. هذا بالضبط هو الطريق الصحيح لإغراق حكومة طهران الإرهابية في الفشل أكثر وأكثر حتى تحرق نفسها بنفسها. الحقيقة أن عصابة خامنئي ليست سوى تنظيم إرهابي استولى على السلطة في هذه المنطقة من العالم تماما كما استولى تنظيم داعش على أراض شاسعة في العراق وسورية، وكلاهما يدعي أنه دولة دون أن يمتلك أبسط مقومات الدولة أخلاقياً وسياسياً، والفارق الوحيد بينهما أن الأول يسمي زعيمه «المرشد الأعلى»، والثاني يطلق عليه مسمى «الخليفة»، وسبق أن أشرت في مقالات أخرى إلى أن الاسم الأصح لحكومة طهران الحالية هو «تنظيم جاس الإرهابي» اختصاراً لمسمى «جمهورية إيران الإسلامية»، مثلما أن «داعش» اختصار لمسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، والطبيعي أن نهاية كل تنظيم إرهابي الهلاك. [email protected]