لم ينتظر جنودنا البواسل المرابطون على الحد الجنوبي يوم النحر ليعايدوا أهليهم في ربوع البلاد، فما إن تراءت لهم قوافل ضيوف الرحمن وهي تتوشح بالبياض وتشد الرحال إلى المشاعر المقدسة حتى بادروا بمعايدة الشعب السعودي ومعاهدين على البقاء في الصفوف الأمامية لصد أي عدوان من الأعداء وحماية الوطن ليظل أمنا وسلاما لمن فيه ولمن قدم ولجأ إليه. ولأنها فرحة العيد يجزم العريف طامي راشد آل عريعر على الحد الجنوبي التابع لقطاع حرس الحدود في محافظة ظهران الجنوب أنهم يفرحون مثل الآخرين وإن اختلفت المظاهر، معلنا أن الفرحة يراها هو وكل البواسل في عيون أبنائهم وإخوانهم وضيوف الرحمن وهم يؤدون المناسك في سلامة وأمان. يقول «نعيش فرحة العيد وعلى صدورنا وسام الثقة والمسؤولية التي أوكلت إلينا، ونعيش الفرحة ونحن نمنع أيادي الشر أن تصل إلى الأراضي الطاهرة ونعيش الفرحة ونحن نرى الصغار في قلب بلادنا يلعبون في أمن وأمان». ويسطر رئيس الرقباء علي محمد الوادعي أروع الملاحم وهو يسجل كلمة المعايدة لأغلى وطن وأنبل مواطنين قائلا «ما دامت ثقتكم تزين جباهنا ودعواتكم تغطي رؤوسنا فإن الله خير حافظ لنا وأرواحنا فداء للوطن الغالي والأراضي المقدسة، وسندحر الأعداء ليكونوا عبرة لمن يقترب من مركز علب أو أي بقعة من حدودنا الآمنة». أما قائد حرس الحدود في منطقة عسير اللواء سفر بن أحمد الغامدي فيرى أن الفخر والاعتزاز بهؤلاء الأبطال وسام فخر لكل السعوديين، وقال «هاهم يعيشون الفرحة وأياديهم تحمل السلاح وأعينهم لا تنام وأمانيهم أن يكلل الله تعالى يقظتهم وبسالتهم بالنصر وهم يؤدون الواجب الوطني وينفذون توجيهات ولاة الأمر، وليعرف القاصي والداني أن أبناءهم بالمرصاد لكل من يقترب من الحدود، فليهنأ أبناء الوطن بالعيد ما دام الوطن آمنا».