لم يكن طلب تبديل السفير السعودي في العراق مفاجئا، فقد سبق ذلك حملة إلكترونية ممنهجة ضد السعودية تم رصدها منذ نهاية مايو 2016. بداية الشرارة في 25/ 5/ 2016 وهو يوم تم تداول صور لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد صاحب ذلك انتقال مركز إدارة الحرب الناعمة ضد السعودية إلى العراق. ففي فترة ثلاثة أشهر دارت ونظمت من العراق هاشتاقات كثيرة، وتم رصد 12 هاشتاقا كانت موجهة وبشكل مباشر إلى التشكيك في ولاة الأمر، وهيئة كبار العلماء، وأجهزة الدولة، والقنوات الإعلامية، خصوصا قناة العربية، بنسب متفاوتة من هاشتاق إلى آخر. هذه الهشتاقات هي: (معاً لتحرير الفلوجة، الحشد الشعبي، الفلوجة تتحرر، الحشد الإنساني، الحشد يوحد العراقيين، الفلوجة، طرد السبهان ثانياً، نحررها جيشاً وحشداً واتحادية، إعلام الخليج داعشي، كافحوا حواضن داعش، السعودية أم الإرهاب وحظر السعوديين وعدم الرد). وسوف أعرض بعض النتائج التي تم رصدها في هذه الهاشتاقات وهي كالتالي: وصول عدد المشاركات في هذه الهاشتاقات إلى 421769. سجلت نسبة المشاركات في الهاشتاقات من العراق نسبة 75% (316326 مشاركة). تم رصد 41% من الحسابات المشاركة من العراق بأنها حسابات جديدة وأنشئت في مايو 2016. تصدر هاشتاق «#الفلوجة_تتحرر»، عدد المشاركات بعدد وصل إلى 126777 ونسبة المشاركة من العراق هي 84%، وكان هناك تأييد ودعم لهذا الهاشتاق من مؤيدي بشار الأسد وجماعة الحوثي وحزب الله. يليه من حيث عدد المشاركات هاشتاق «#الإعلام_الخليجي_داعشي» بعدد وصل إلى 97557 ونسبة مشاركة من العراق بنسبة 89%. رُصدت مطالبات بطرد السفير السعودي في العراق ثامر السبهان في هاشتاقات عدة بنسبة 2.4% منذ 27/ 5/ 2016، وكانت هذه الهاشتاقات المعادية تتهم السفير السعودي بالعنصرية والتشجيع على الإرهاب. وبعد إعلان الحكومة العراقية رغبتها في تبديل السفير السعودي في العراق انطلق هاشتاق «#كلنا_ثامر_السبهان». وتبين من نتائج تحليل الهاشتاق أن نسبة المشاركين من العراق بلغت 15%. وأن 3.5% منهم لا يريدون وجود السعودية، وطالب بعض المتطرفين بحرق السفارة السعودية في العراق، فيما أكد 2.3% من المشاركين العراقيين أن السفير السعودي كان شجاعاً. هاشتاق «#كلنا_ثامر_السبهان» جمع 139847 مشاركة في 10 ساعات وقاده السعوديون بنسبة مشاركات وصلت إلى 53%، تلتها المشاركات من العراق بنسبة 15% ثم المشاركات من الولاياتالمتحدة بنسبة 8%. وقد فشل العراقيون في إفشال الهاشتاق، إذ إن غالبية المشاركات (79%) يقفون مع السفير السعودي ثامر السبهان ويشكرونه على ما يقدمه لخدمة دينه ومليكه ووطنه. (*) خبير الأمن الإلكتروني