تستعد لجنة توثيق التاريخ الرياضي للإعلان عن واحد من أكبر المشاريع الثقافية الرياضية السعودية، إذ ستعلن اليوم (الأحد) بحضور رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، نتائج أعمالها التي طال انتظارها من جميع الرياضيين لعقود، واستغرقت أعمالها لتوثيق التاريخ وتحقيق المطالب أكثر من عام. ومع انتظار إعلان اليوم عبر المؤتمر الصحفي الذي سيعقد بهذه المناسبة، هناك أسئلة لاحت في الأفق استباقا للإعلان وقبل معرفة النتائج.. هل هذه النتائج التي طال انتظارها سترضي الجماهير الرياضية، وهل ستحقق اللجنة النتائج التي عملت لأجلها؟ ثم ماذا يفترض على اللجنة أن تقدم من معايير بنت عليها نتائجها؟ والسؤال الأهم هل توقيت الإعلان الذي يسبق مباراة المنتخب السعودي أمام العراق بيومين سيؤثر على مسيرة الأخضر إعلاميا وجماهيريا؟. آلية المقارنة غير سليمة حول هذا كله، يقول الإعلامي المعروف محمد الدويش: «رأيي معروف وسبق أن طرحته لتركي الخليوي نفسه، هو أن أي بطولة صعد فيها الفريق المنصة يفترض أن تحتسب بطولة في سجل النادي، لكن بمقارنة بين الأندية السعودية لا يمكن المقارنة حينها إلا بالنظر للبطولات التي اشتركوا فيها جميعا». وضرب الدويش أمثلة ليوضح أكثر: «عندما نتحدث عن المقارنة بين النصر والهلال على صعيد بطولات المنطقة الوسطى، هنا تجوز المقارنة كونهما اشتركا فيها، لكن في المقابل لا يمكن أن أعطي بطولات المصيف على أنها تفوق اتحادي على النصر مثلا، لأن النصر لم تتح له المشاركة فيها». وزاد: «هذه وجهة نظري التي طرحتها لهم بعد أن اتصلوا بي، وأنا من الآن أقولها النتيجة لن تحسم الخلاف، فالأندية لا ترضى أن تلغى بطولاتها التي حققتها لمجرد النظر إلى المسميات، إنما يجب أن يسجل لكل ناد بطولاته كعمل أساسي في جدول ويعلن، ويتم عمل جدول آخر للبطولات المشتركة والعامة تتم المقارنة من خلاله». وعن المعايير التي يفترض أن تسير عليها اللجنة قال: «كان المفترض أن يكون عملها أفضل مما تم، المسألة لا تحتاج كل هذا العناء، ببساطة قم بزيارة كل ناد واطلب منهم بطولاتهم، البطولة أصلا عبارة عن كأس أو درع تسلمها النادي من راعي المباراة، هذا بمثابة إثبات كاف لتسجيلها، ودعني أذكر لك حادثة قديمة عايشتها بنفسي، هناك بطولة للنصر كانت تحت مسمى كأس الاتحاد ظل الإعلام المنافس يشكك فيها إلى أن رأى كأسها الأمير سلطان بن فهد في متحف النادي في إحدى زياراته، وأمر بإصدار بيان من الرئاسة العامة لرعاية الشباب باحتسابها بطولة رسمية لنادي النصر». وتابع: «هذه الحادثة جعلتني أقول لتركي الخليوي لا يمكن أن يثبت البطولات سوى كأس أو درع أو وثيقة رسمية أو صورة لتسلم الكأس، وهذا أبسط بكثير من الإجراءات التي قامت بها اللجنة». وحول توقيت إعلان النتائج وتأثيره على لقاء المنتخب قال: «من يقول إن الإعلان سيؤثر على لاعبي المنتخب هم الإعلام القديم، أنا أخالف كل من ذهب لهذا الطرح، أما الجماهير فمن الممكن أن يؤثر على حضورها، فأهل الرياض لم يعودوا جماهير كرة القدم بعكس جماهير المناطق الأخرى ولأسباب عديدة». سيسرق الأنظار عن المنتخب كابتن المنتخب السابق فؤاد أنور أحد من صعدوا للمنصات مع الأخضر، تمنى لو أجلت النتائج لوقت آخر، ويقول: «كنت أتمنى في هذه الفترة أن يكون الاهتمام منصبا على المنتخب خصوصا في مباراة العراق التي تعتبر مهمة في مشوار منتخبنا». ويضيف: «مهما كانت النتائج ستصرف النظر عن المنتخب سواء الإعلام الرسمي أو مواقع التواصل، في الوقت الذي نحن بأشد الحاجة فيه إلى أن نتحد خلف الأخضر، ولهذا كنت أتمنى لو نظر المسؤولون للمنتخب بعين الاعتبار ويتم تأجيل إعلانها لحين انتهاء المنتخب من مهمته». ويتابع نجم الكرة السعودية: «الإعلان سيحدث اتجاها عكس ما نريده وهو التركيز على المنتخب خصوصا أن اللاعبين جميعهم من الأندية التي بينها صراع على البطولات وقد تحدث ردة فعل بينهم، وهذا بلا شك يؤكد أن التوقيت غير صحي أبدا». وعن نجاح اللجنة يقول: «في الرياضة لا يمكن أن يحدث رضا تام عن أي فريق أو لجنة أو اتحاد، لابد أن يظهر من ينتقد، لكن اللجنة إن عملت بشكل صحيح واستندت إلى وثائق تثبت نتائجها منذ بدء الرياضة لدينا، وقتها لابد أن نتقبل نتائجها ونؤمن بها، فنحن انتظرنا هذا المشروع طويلا، الذي يغطي تاريخنا لأكثر من 80 عاما». الخطوة تستحق الإشادة الإعلامي المعروف خلف ملفي طرح رأيه أيضا وقال: «الاستباقية في الحكم أصلا حدثت على عمل اللجنة من خلال ما ظهر من بعض المعلومات عن عملها، والطبيعي بعد الإعلان سيحدث اختلاف». وأضاف: «برأيي أن القضية ليست عملا لإرضاء الإعلام والجماهير، هي فقط بما تم عمله من قبل اللجنة، وأما بالنسبة للجنة كعمل، برأيي يكفي القول إن من يترأسها هو واحد من أهم الرياضيين على مستوى القيادة وقد أثبت نجاحه في كل ما أوكل إليه سابقا. والمعروف عن تركي الخليوي هو الحرص على النزاهة والمصداقية والشفافية». ويتابع ملفي: «بحسب متابعتي لحديث الخليوي في مداخلاته، أثبتوا جدارتهم وإنجازهم لعملهم في وقت قياسي، أضف إلى ذلك أنهم قاموا بخطوات علمية احترموا من خلالها كل من يملك معلومات تاريخية، لكن البعض من هؤلاء رفض التعامل معهم وبالتالي لا تلام اللجنة حول استعانتها بالمؤرخين إلا إذا ثبت لنا خلاف ذلك». وزاد بقوله: «يحسب للجنة أنهم أكدوا أن هناك فترة بعد الإعلان رسميا ستترك لمن أراد أن يصحح أو يعقب، وهذه خطوة أيضا تجب الإشادة بها، ولهذا نحن ننتظر النتائج وبناء عليها نطرح آراءنا حول ما يستحق». وحول توقيت إعلان النتائج، يقول ملفي: «الوقت تم تحديده منذ فترة طويلة، وبرأيي إعلان النتائج لن يؤثر على المنتخب الذي له طريقة ونهج خاص فيه، من يريد أن ينتقد التوقيت سينتقد لو كان توقيتها الآن أو في وقت آخر، المهم الآن هو أن نتعاطى مع النتائج بمهنية ومصداقية، ومن أراد أن يحدث بلبلة سيحدثها سواء حول التوقيت أو البطولات أو أعضاء اللجنة أو أي جانب من جوانب عملها، لكن ما يهم هو أن العوامل التي ذكرتها لك تجعل المتلقي مرتاحا لعملها». ويختم حديثه: «نحن كإعلاميين طالبنا بالتوثيق والآن أعتقد أن الهيئة العامة للرياضة قامت بما هو المفترض أن يعمل، ولهذا يفترض أن نبارك الخطوة ونراجع النتائج والمعلومات بعد إعلانها رسميا بمصداقية ومهنية».