تمتلئ رئتاك بزفات من التراب وأنت في طريقك إلى صخرة عنترة بن شداد «أبو الفوارس»، والتي تقع في منطقة نائية شمال محافظة عيون الجواء في منطقة القصيم. وأوضح عدد من أهالي المنطقة أن موقع لقاء عنترة وعبلة مصاب برمال الإهمال، لافتين إلى أن صخرة عنترة أو حصاة النصلة بمثابة أيقونة في الصحراء، ومن الممكن أن يتم تسوير الموقع ليكون مزارا سياحيا لمحبي التاريخ من جميع البلدان العربية. وأضافوا بقولهم «كل العرب يعرفون عنترة بن شداد بن قراد العبسي الذي عاش في الفترة ما بين ( 525 - 608م)، وهو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، إذ عرف بالفروسية والشعر الذي تغزل به كثيرا بمحبوبته عبلة. شارك عنترة بالمعركة الشهيرة داحس والغبراء، وعرف بأنه صاحب أشهر قصة حب عرفها التاريخ، إذ كان مولعا بحب ابنة عمه عبلة بنت مالك. وتابعوا أن هواة الشعر والروايات التاريخية لا زالوا يرددون (هل غادر الشعراء من متردم)، كما أن الموقع لا زال يحتفظ بتلك الحكاية الرومانسية بين عنترة وعبلة، إذ كان عنترة يربط حصانه - كما يقال - في الصخرة ويكون اللقاء تحت صخرة النصلة، وهذا ما تدل عليه النقوش الموجودة على تلك الصخرة، وما دل على صدق اللقاء ما قاله عنترة بن شداد في قصيدته الشهيرة. يذكر أن صخرة عنترة تتميز بجمالها الجذاب وتتسم بالشكل المخروطي والذي تشكل بسبب العوامل الجوية والرياح، وبمرور السنين أصبحت صخرة عنترة مهملة وشوهت «الشخابيط» من قبل البعض جمالياتها. وقال عبدالعزيز العمرو من أهالي محافظة عيون الجواء «هناك كثير من الزوار لمنطقة القصيم سواء من داخل أو خارج المملكة يحرصون على زيارة الصخرة والتي تتشكل من حجرين كبيرين والتصوير بقربهما، خصوصا بعد أن أصبح الوصول إليهما سهلا جدا الآن، عن طريق حائلالقصيمالجوف السريع الذي لا يبعد سوى 100 متر عنهما ولكن الموقع يعاني من الإهمال والعبث، رغم الجهود السابقة التى بذلت من أجل المحافظة على الصخرة». لافتا إلى أنه من الممكن إنشاء حديقة واستراحة للعابرين عبر الطريق الدولي القصيم - حائل - الجوف. وأضاف للأسف هذه الأيقونة تتعرض للعبث بكتابات بعض العابثين الذين لا يعرفون القيمة التاريخية لهذه الصخرة. من جهته أوضح زيد بن فواز الحربي قائلا مع الأسف صخرتا عنترة رغم أهميتهما إلا أن الاهتمام بهما ضعيف وبدون حماية بسياج يعزلهما عن أيادي العبث، داعيا أمانة القصيم وهيئة السياحة والآثار بالتحرك السريع لإنقاذ بقايا عشق عنترة بن شداد وعبلة بنت مالك الذي نقش على هذه الصخور.