- المدينةُ والمهموم - .- المدينة والمهموم - حبيبتي من يمنحُ البهاء ثوبَهُ الأنيقْ؟ من يشعل المساء دهشة وينهبُ البريق! من عانقَ الندى وجاملَ المدى بلهفةِ الطريقْ! من سابقَ الفضا وناولَ الرِّضا لروعةِ الرفيق؟ّ أنا سؤالٌ حائرٌ أنا طموحٌ عاثرٌ أنا حياةٌ صافحتْ أحلامَ منسيٍّ غريق. حبيبتي لا شيء أغلى في المدينة. لا شيء يستعصي على نبضِ الخزينة. من أين للمهمومِ تقبيلُ السّكينة! الموتُ مسعورٌ وصوتُ المُتعبين هنا رهينة .- من أيِّ ذاكرة ؟! - من أيِّ ذاكرةٍ تجيءْ؟ وهي الأثيرةُ في مواقفِها وطعمُ السردِ في أحداثِها! من أيِّ ذاكرةٍ تجيءُ وكم أناختْ في المسالكِ رحلَها ألقتْ على جناتها شالَ العطورْ أغرتْ ليالي العمرِ بالدفءِ الحميمْ أغنتْ معاني الطّهرِ بالقلبِ الرّحيمْ أهدتِ لأنفاسِ الحياةِ عبيرَها غذَّتهُ من نهرِ الرّحيقْ وأيقظتْ قنديلَ رغبتِها للثمِ المستحيلْ. طعمٌ تمادى في ثمارِ الوقتِ في حلمِ الفصولْ. تاجٌ تنامى الوجدُ في تاريخِهِ فتسابقتْ تحنو على أسرارِها. من أيِّ ذاكرةٍ تجيءُ ؟ ونشوةُ الأوراقِ من أحبارِها والنورُ معقودٌ بلمعٍ فزَّ من أفكارِها من أيِّ ذاكرةٍ تجيءُ حبيبتي؟! - عندما - عندما تعصرُ الآهاتُ قلبي، عندما تعزفُ الغيماتُ حبي، تحتويني فيضاناً وتُعزّيني بسيلْ. وأنا المفتونُ ضوءاً كيفَ يستهويهِ ليلْ؟! * شاعر سعودي