سنأتي.. كتلك العصافير.. نأتي.. كتلك الحكايات والأغنيات سنأتي.. كتلك الليالي الحفيات بالحلم.. والأمنيات.. من الريف.. نأتي وتسبقنا لهفة لا تحد وتأخذنا نشوة لا ترد وتغمرنا غبطة من رحيق النعيم وفيض الالق.. وفي عطلة الصيف حتماً.. سنأتي.. وقرب (الظهيرة) غرب شارعها.. وفي بيت (عبدالعزيز) شقيقي.. سيبهرنا موج ضوء.. وشلال ماء ومن خلفه.. بيت (إبراهيم).. عمي.. رضياً.. مليئاً بفيض التحايا.. والدلال تضج بنخب الدلال.. وإذ بهرتنا الشوارع بالناس.. والعربات وإذ سحرتنا الممرات باللافتات.. وضوء القناديل.. حتماً.. ستبهرنا حارة كل ما فيها بهاء وفتنة كل ما فيها رواء وحنه: صباح الصباح وباب يدوزن وجد انفتاح لدات يحيوننا بانشراح.. كرات يلذ لها وقع أقدامنا بما يتسابح.. وما لا يباح.. سنلهث.. نتعب.. ثم.. نودع تلك الرحاب العذاب.. إلى متجر يستفيض جنوباً.. وتصفيه شمس الظهيرة حباً فيهدي إليها الطيوبا.. هنا.. إذ تفوح البضائع سحراً وطيباً.. هنا.. ليس شيء ألذ ولا متعة تستلذ ولا جنة في الحياة تساوي.. زجاجة (بيبسي) وغرشة (كولا) وقنينة من (مرندا) وماذا تركت.. إذا اخترت من بينها (كنددراي) عذباً.. رجاءتك.. من بين ثلج.. وماء.. وأوليت للرشفات قياس الزمان.. وأمسيت من دون شك.. تعاقر ما لم يكن في مكان.. سيمتد شارعنا بالحنين.. سيحضنه الجامع الأزلي الكبير.. (مقيبرة) الآن.. تورق غرباً.. جنوباً.. وهذا (ابن ماجد) سيلهب وجداننا بالأذان.. بصوت.. عجيب.. غريب جليل تحدر من نبرات (المصابيح).. من تمرات (القدوع).. ومن قهوة طعمها طاعن في القرنفل.. والهيل.. والزنجبيل.. نفيق إذاً.. قبل موعدناً.. اليوم جمعتنا المستطابة يا للقراءة.. يا للدعاء ويا لفيوض الاجابة.. وذا.. (البارد اشرب) نداء.. نشيد.. تردده فتية اشعل الماء أحوالهم.. فتأتي القروش إلى الماء والثلج.. ترتاد آمالهم.. وذا.. (البارد اشرب) تروح.. وتغدو.. الأناشيد.. بين الجموع وبين المبيعات بين العروض.. وصيف الرياض وصيف الطفوله جميل.. جميل وحماه إذ تصطفيك جميله.. فلا في التمنى.. ولا بانفعال ولا ببكاء.. ولا برثاء ولا باحتمال تعيد صياغة ما قد جرى.. ولا بمعلقة من خيال.. إلى الريف.. حتماً.. نشد الرحال.. ولا نتذكر شيئاً سوى أننا سنغادر حيناً سخياً لكي نستعيد لياقتنا من جديد.. ونغرق في قسمات ثقيله.. 1390ه-1394 هي العين.. ان كان للعمر عين.. هي الباء.. إن كان للروح باء.. هي الدال ان كان للعشق دال وللألف.. الوقت يختال حسناً هي اللام.. إذ يتفقق بالغيب وحي وحقاً.. هي اللام.. إذ يتجلى الكتاب يقينا.. وبالمد.. يختال وجدك قرباً.. وفي الهاء.. منتجع يصطفيك شفاء وحباً.. مضت أربع.. خرجت من سياق الزمان لأن المكان استظل بغيم الأمان.. وأهل المكان.. تلبسهم طائف.. من حنان.. الا انها سنوات الهوى.. والرؤى.. وطيوف الجنان.. صحا المبتغي.. والتقى الشعر.. واللغة المنتقاة ونخب الأدب وصار المكان رحيق الزمان.. وكلية اللغة.. انثال منها (طريق الوزير) ومكتبة ابن مضيان تهمى.. بنبض الكتاب وذوب الجريده.. وداخل مقهى الجنوب.. قرأنا (أبا بدر) العذب.. يروي لطيف (ابن حجي) عذاباً ومسرى قصيده.. (مسافر).. في نبضه خاشع الكبرياء ندي.. ينادمنا بقصيد الغرام.. وكنا له عاشقين.. وكان (الملز) نهاية شرق الرياض.. وما بعده مهمه من فجاج تعد لمنقلب ومصير.. سنين.. هي العين.. والقلب.. والروح.. والمورقات.. تفجر فيها معين الرؤى ورواء الجد بدا.. واستبد حداء القصيد.. ورقص المعاني وسكر الأبد.. نعم.. إذ تهادت روابي الهناء. تعامد ما يتجلى لها من قباب الجلال وفيض السعد.. (1397-1411ه) وماذا بعد؟ زمان الإذاعة.. وقت الصحافة حتماً! وماذا بعد؟ زمان الكتابة والأغنيات.. زمان البرامج.. عبر الأثير وفي (شارع التلفزيون) أوقفت ذكراي بدءاً وعوداً.. ومهوى جلد.. وماذا تبقى بعد؟ تبقى كتاب.. وشعر.. وتجربة سيلاحقها مسرف من جحيم الردى.. وحميم الرصد.. (1411ه ........) وأين المغر.. ببدء الرياض.. وروح الرياض.. وقلب الرياض.. وذكرى الرياض؟ وكيف المفر إلى نفحات الفضاء العتيق من القهر.. والحر.. والموت بين الجسور وأنفاقها.. وبين الحديد واسمنته.. وأين المفر بحب الرياض.. من الضنك.. والضيق والمركبات.. ودخانها؟ وأين المفر بروح الرياض.. من الهم والغم وأين يكون الملاذ الرحيم.. إذاً من مدار الشتات وحزن القطيعة من لفحات العقوق؟ وكيف نحبر سيرتنا بالبياض وكيف نجمل قصتنا بالبهاء مع الناس.. والأصدقاء.. إذا لم نعد نجتلبهم.. سوى في احتفال غريب بعرس كئيب.. ولا نحتويهم.. ولا نفتديهم.. سوى.. في عزاء مذيب بلا قسمات.. ولا نبرات تعرف وجه المحب بوجه الحبيب.. وما قد تبقى.. استلاب.. ونفي وحمى اغتراب تطل المدائن أجمعها في نشيجي.. بوجه الرياض.. ولون الرياض.. وطعم الرياض.. وبوح الرياض.. فأصرخ: آه.. وآه.. وآه.. ألا.. إنها عين تلك المصيبة اذا أمست الذكريات رثاء وأمسى الرثاء بقايا الحبيبة.. السبت 1 جمادى الآخرة 1431ه