وكأنهما اتفقا على استنفار الضمير العالمي وفضح الصمت الدولي المريب على مأساة سورية.. الطفلان «إيلان وعمران» الأول غرق في أغسطس الماضي على شواطىء تركيا والثاني كتب له عمر جديد في أغسطس الجاري بعدما نجا هو وأسرته من قصف مدمر لقوات الأسد على حي القاطرجي في حلب.. الطفلان «إيلان الذي قضى نحبه، وعمران الذي أبكى العالم ولم يبك» تحولا إلى أيقونة ورمز شاهد على بشاعة مايجري تحت سمع وبصر العالم على مدى ست سنوات. صورة الطفل السوري عمران دنقيش غزت مواقع التواصل الاجتماعي لتضج صفحاتها بالتعليقات الغاضبة التي عجزت عن كسر صمته البريء ونظراته التائهة ومسح دمائه التي اختلطت بتراب أنقاض حلب. صورة ذي السنوات الخمس الذي انتشل من تحت الأنقاض بعد قصف منزله (الأربعاء) الماضي، صدمت العالم أجمع وأعادت إلى الذاكرة صورة الطفل إيلان الكردي (3 سنوات) الذي قضى نحبه على السواحل التركية في 2 سبتمبر2015 هربا من جحيم الأسد ونظامه، وتحولت صورته إلى رمز لمعاناة اللاجئين السوريين الهاربين في زوارق الموت باتجاه أوروبا. الممرضة التي عالجت الطفل عمران أكدت أنه لم يبك أثناء تلقيه العلاج، إلا بعد أن شاهد أمه وأباه. ووصفت الممرضة حالة عمران بأنه كان يعيش تحت وقع الصدمة، لافتة، إلى أنه لم يقل أي كلمة باستثناء السؤال عن والديه اللذين تم إنقاذهما بعده، وبمجرد أن رآهما بدأ بالبكاء. فيما أوضح الأطباء أن عمران تعرض لجروح في الرأس، وتم علاجه قبل أن يخرج من المستشفى. من جهته، روى المسعف الذي أنقذ عمران ما حدث ليلة انتشاله من تحت الأنقاض، موضحا أن الطفل كان مصدوماً من عصف الضربة ومرعوباً. وأكد أنه حمله ونقله إلى سيارة الإسعاف، إذ تبين أن جروح الطفل بليغة بعدما أصابته ثلاث شظايا في الرأس، إضافة لإصابة في يده. وأخبر والدا عمران اللذان نجيا وإخوته الثلاثة من الغارة، الفريق الطبي أنهما لا يستطيعان الحديث عن الواقعة، خشية عملية انتقامية من قوات موالية لنظام الأسد.